إلى جلاس وحراس الأدب

أسماء العبداللطيف

ثار النقاد  فجأة في رمضان على روايات الكاتب أسامة المسلم وكأن روايات أسامة صدرت في ٣٠ شعبان !! 
صولات وجولات من التغريدات بين قامات النقد!
لم تجد لها ثائراً فالجميع هناك في شارع الأعشى يعيشون واقع ووقع الماضي، ولم تجد روايات الخيال بينهم سبيلا ولا حتى الحديث عنها فلكل حادثة حديث والصولات أخطأ الناقد في توقيتها.

والآن نتساءل: هل كان الناقد يبحث عن محتوى ليحصد مشاهدات مع القنوات؟
وما قلق الناقد؟ هل كان قلقه ( لماذا نجح المسلم؟) أم( كيف نجح؟)!
لماذا لا يوجه الناقد  نفسه للبحث عن هذه الظاهرة ودراستها وتوجيهها واستثمارها ؟
لماذا لا يسأل نفسه من يكتب لليافعين؟ وما الذي تحتويه مكتباتنا العربية لهم؟ لماذا يميل اليافعون للخيال والأدب البوليسي والرعب ؟ ولماذا نجحت أجاثا كريستي عالمياً؟

وكيف استطاعت جوان كاثلين رولينغ بروايات هاري بوتر من تغيير طبيعة المجتمع البريطاني من مجتمع حدي متصلب لا يتقبل الآخرين إلى مجتمع منفتح ومرن ؟
وإلى أي مدى يصل تأثيرها وأثرها اليوم ؟
هل من المنطق أن أحاسب كاتباً ما؟ لماذا نجحت؟ لماذا تكتب في هذا المجال؟
لماذا لا ينتقل الناقد إلى القارئ وخاصة القارئ الصغير والمراهق لفهم ما يريد؟
ثم ننتقل بعدها للسؤال الجوهري (كيف نعمل على تجويد هذه الأعمال؟)
ما دور الناقد مع الكاتب ؟
ما دور (دور النشر مع الكاتب ؟)

أين المعركة ومن انتصر فيها ؟ هل أطفأتها العشر الأواخر؟..
النقاد هم جلاس وحراس الأدب بهم تقوى، وتشتد جودة الأعمال وبهم تبلغ الكمال، وكل كاتب عظيم بحاجة إلى ناقد أعظم،  ومتى تخلى الناقد عن الكاتب أخذه العوام إلى الرف الأكثر مبيعاً دون عمل أدبي حقيقي!
يمتلك أسامة قاعدة عظيمة من القراء اليافعين قاعدة على مستوى الوطن العربي، بل ظاهرة  حقيقية تستحق الدراسة والبحث،  لم أقرأ لأسامة قط فعالم الجن والرعب لا يمت لي بصلة، وكل ما قرأته عنهم هي سورة الجن، ولكن هنا كاتب .
السؤال الأخير للناقد هل قرأت أعمال الكاتب ؟
إذا لم تقرأها فإن كل جولاتك كانت ضد النجاح لا العمل!

ختاماً؛ لا كاتب حقيقي بلا ناقد حقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *