سيارتي والمحزم المليان

محمد البكر

كتبت تغريدة فيها إشادة وافتخار بالشباب السعودي – المحزم المليان – المتحفز دائماً للفزعة والمساعدة حتى لمن لا تربطهم بهم علاقة . وقد لمست ذلك قبل يومين حين ارتفعت حرارة سيارتي وأضطررت للتوقف على جانب الطريق لحين وصول أحد الأصدقاء الذي تواصلت معه للمساعدة . لم أتفاجأ عندما توقفت إحدى سيارات الدورية وسؤالي عما إذا كنت بحاجة للمساعدة، فهذه عاداتهم وتوجيهات قياداتهم . إنما كانت المفاجأة حينما توقف عند سيارتي حوالي 4 سيارات لشباب وعلى فترات لمساعدتي. وحتى لا يقول أحدكم أنهم ربما يعرفونني ، أقول بأني كنت في السيارة ولم أطلب المساعدة من أي منهم .

هذا ما يخص التغريدة ، وما أشرت إليه من اعتزاز بالشباب السعودي المبادر دائماً لمساعدة الآخرين . لكن ما أضحكني هو التعليقات التي وردت على تغريدتي تلك .

أول المعلقين كان الصديق ” اللدود ” نبيل المعجل والذي كتب ” أيش مطلعك في القايلة يا بو أريج !؟ . رديت عليه وقلت له في الليل وأحنا عيال الخبر ما نطلع في القوايل . طبعاً ما وفت الرد علي .

متابع آخر أختصر ما قاله ” منين طلعت الكوز ” الأبريق ” الأصفر حق الماي ، هذا مبلغين عنه مختفي من متحف مقتنيات النوراساني ، والإنتربول يدور عليه .

الثالث قال ” خلاص شفناها لينكون ورقم اللوحة مميز الله يعطيك خيرها ويكفيك شرها . أما الرابع فكان صاحب ورشة دخل على الخط ليسوق لورشته . الخامس يقول لو كنت تشجع غير الهلال لتوقف لك 400 سيارة وليس 4 سيارات فقط . السادس يقول اللينكون والفورد دائماً ترتفع حراراتها . السابع قال إذا كانت سالمه من الصدمات أنا شراي . المهم إن عشرات الردود كانت حول السيارة وبعض المناكفات اللطيفة . ما عدا تعليقين جميلين أحدهما من الصديق بو أحمد – خلف ملفي – الذي دعا للشباب السعودي ، والثاني للصديق أبو خالد – محمد السياط – الذي أثنى على مجتمعنا السعودي وعلى جمال اللحمة الوطنية .

رغم ما في تلك التعليقات من طرافة ، إلا إني أوردتها لأبين بأن الكثير منا يتعامل مع بعض الأمور خارج سياقها ومضمونها والهدف من طرحها . كما حدث مع هذه التغريدة . فلا السيارة ولا حرارتها المرتفعة ولا نوعها أو رقم لوحتها ما دفعني للتغريد بها ، بقدر ما قصدت تسليط الضوء على شهامة الشباب السعودي ، ورغبتهم في مساعدة من يحتاج للمساعدة حتى لو لم يكونوا يعرفونه . وبالتالي ينعكس ذلك على شهامة وروعة المجتمع السعودي .
المهم سعدت بتلك الردود .
ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *