خلني أقول لك

هذا المسؤول يجتمع كثيرًا… لكنه لا يُغيّر شيئًا !

طارق إبراهيم

رئيس التحرير ، ومالك شركة (الطارق للإعلام) وسابقا: رئيس تحرير صحيفة (الوطن) السعودية، و رئيس تحرير مجلة (الأسرة) .

صاحبي أبو عبدالله يحضر الكثير من الاجتماعات، ويشهد توقيع الكثير من العقود،لا غرابة في ذلك، فهو يعمل في محيط إداري نشط، لكن المدهش أنه رغم اعتياده على هذا المشهد اليومي، لا يخفي استياءه.
يقول لي “أتضايق حين أسمع عن اجتماعات جديدة، أو توقيع عقود جديدة، ليس لأنها غير مهمة، بل لأنها باتت تُمارَس كما لو أنها الغاية… لا الوسيلة”
يُفند أبو عبدالله سبب هذا الانزعاج ببساطة ووضوح “أتضايق من المسؤول التقليدي، الذي اعتاد على عقد الاجتماعات وتوقيع المعاملات وتجديد العقود وكأنها مهمة قائمة بذاتها، دون أن تُسفر عن حل، أو تعالج مشكلة، أو تقدم إضافة ملموسة”.
يتابع قائلاً “المشهد يتكرر، والمشكلات قائمة، والإدارات قد تتغير… لكن منهج العمل لا يتغير.. التوقيعات مستمرة، الاجتماعات تنعقد، لكن لا شيء فعليٌّ يحدث في الميدان”.
وفي الحقيقة، هذا ليس رأي أبي عبدالله  وحده، كثير من الناس اليوم يشاركونه الشعور نفسه، لأنهم ببساطة لا يلمسون أثرًا واضحًا للمسؤول في حياتهم اليومية.
المسؤول – سواء في أمانة، أو بلدية، أو هيئة خدمية – لا يُقاس بعدد الاجتماعات، بل بعدد الحلول التي تحققت، وعدد المشكلات التي اختفت، والفوائد الذي شعر بها الناس.
ولذلك، ما نحتاجه اليوم – في ظل التحول الوطني الكبير الذي تقوده رؤية 2030 – هو مسؤول من طراز مختلف.
مسؤول لا يكرر نفسه كل صباح، بل يبدأ يومه بسؤال “ما الذي يمكن أن أضيفه؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات