خلني أقول لك
ما لم أتمكن من قوله لعبدالله الفوزان
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أمس، في صالة التشريفات بمبنى سايتك في مدينة الخبر، كنا جلوسًا ننتظر الانتقال إلى قاعة المؤتمر الصحفي الذي أقامته هيئة تطوير المنطقة الشرقية للإعلان عن فعاليات موسم الخبر، دخل رجل الأعمال المعروف عبدالله الفوزان، فتبادلنا السلام وبعض العبارات الودية المتعارف عليها في مثل هذه اللقاءات.
إلى جانبي كان يجلس الكاتب والصديق العزيز الأستاذ محمد البكر، الذي لطالما حدّثني كثيرا عن الفوزان، وكتب عنه، وكرّر الإشادة بمبادراته ومواقفه وانتمائه العميق للخبر وأهلها.
ولعل البكر- وهو يعرف ما بداخلي من امتنان، ومن رغبة صادقة في تقديم الشكر لهذا الرجل – بادر فعلًا بمحاولة تعريفي على الفوزان، وبدأ بجمعنا في حديث سريع، إلا أن ظرف المناسبة وتسارع مجرياتها لم يسمحا باستكمال تلك اللحظة، فجاء هذا المقال تعبيرًا صادقًا وواعيًا، يحمِل ما عجز عنه الموقف العابر، ويبوح بما لم تسمح اللحظة بقوله في تلك الصالة.
إن من يتابع حضور عبدالله الفوزان في المشهد التنموي والمجتمعي في مدينة الخبر، يدرك أنه لا ينتمي لفئة رجال الأعمال التقليدية الذين يكتفون بإدارة أعمالهم من خلف المكاتب أو بعزلة عن واقع المجتمع ، بل هو من أولئك القلائل الذين قرروا أن يكونوا جزءًا من نبض المدينة، وأن يُسهموا في تشكيل هويتها الحديثة، فما تقدمه مجموعته من مشاريع نوعية لا يُعد إضافة تجارية فحسب، بل هو إسهام في رفع جودة المكان، وتحسين نمط الحياة، وتجميل المشهد العام للمدينة.
أما مبادراته المجتمعية، فهي تتوزع على مجالات كثيرة، ومن أبرزها العمل الخيري المؤسسي اللافت، الذي لا يقوم على ردات الفعل أو المناسبات الموسمية، بل ينبع من رؤية واضحة واستدامة في العطاء.
هذا النوع من رجال الأعمال الذين يستثمرون في الإنسان والمكان، لا في الربح وحده، يصنعون حضورا يتجاوز حساباتهم البنكية ليُكتب في ذاكرة المدن وسيرتها المعاصرة، والخبر مدينة محظوظة حين يكون من بين أبنائها من يحملها في قلبه، ويضع بصمته على طرقاتها، ويُسهم في تحقيق مستهدفاتها الكبرى ضمن رؤية المملكة 2030، التي تطمح إلى أن تكون الخبر ضمن أفضل 100 مدينة في العالم.
وهنا، لا يمكن للكاتب أو المتابع أو المواطن إلا أن يُسجل هذا الحضور، ويشكر هذا العطاء، ويُشيد بهذا النموذج المُلهم من رجال الأعمال الذين فهموا أن للمدن حقًا، وأن للوطن دينًا، وأن للنجاح قيمة حقيقية حين يُترجم إلى واقع ملموس.
شكرًا لكل من يجعل من نجاحه جسرًا يعبر به مجتمعه إلى الأفضل، ولكل من يشبه الفوزان في حضوره، ومبادراته، ووفائه للمكان والإنسان، في كل مدينة سعودية.
