كلنا مع مشروعنا الرياضي ولكن !!

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لا يختلف اثنان على أهمية المشروع الكروي الوطني الذي تتبناه المملكة. فكل رياضي ومتابع في هذا الوطن يدرك تمامًا حجم هذا المشروع الاستراتيجي وأبعاده المستقبلية. وما الدعم السخي الذي توليه له الدولة -أعزها الله-، والتوجيهات المباشرة من سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان- يحفظه الله-، إلا دليل واضح على مكانة هذا المشروع في خارطة الرؤية الوطنية.
ولعل النتائج التي بدأت تتبلور منذ انطلاق المشروع، وحتى اليوم، تثبت أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأهداف المرجوة، وعلى رأسها التمهيد لمرحلة مقبلة تتمثل في تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في أندية دوري روشن السعودي.
لكن.. وكما أن لكل مشروع طموح تحدياته، فإن البيئة الاستثمارية الرياضية تحتاج قبل كل شيء إلى أرضية تنظيمية صلبة، وأنظمة واضحة، ولجان رقابية قوية لا تتردد في اتخاذ القرارات. فالمستثمر، بطبيعته، يبحث عن بيئة مستقرة، تحكمها العدالة والشفافية والسرعة في البت بالقضايا.
ما شهدناه هذا الموسم من تأخر في حسم بعض الملفات والقضايا، وتبادلها بين اللجان حتى صدرت القرارات قبل نهاية الدوري بيوم واحد، يثير تساؤلات مشروعة. وهو ما أتناوله اليوم قبل انطلاق مباريات الجولة الأخيرة، حتى لا تُفهم وجهة نظري باعتبارها مرتبطة بنتائج اليوم الحاسم.
فهل نفتقر إلى أنظمة ولوائح واضحة؟ بالطبع لا. إذ تستند اللجان العاملة إلى مواد قانونية معتمدة من الاتحاد السعودي والاتحاد الدولي (FIFA). فلماذا إذاً كل هذا التأخير والتردد؟ ولماذا يتكرر مشهد “تقاذف” القضايا بين اللجان لأسابيع وأشهر؟
المسألة لا تتعلق فقط بالعدالة، بل بثقة المستثمر في المنظومة ككل. التأخير والتردد يبعثان برسائل سلبية حول صلابة البنية التنظيمية، ويطرحان علامات استفهام حول مدى جاهزيتنا لمرحلة الخصخصة.
مرة أخرى، نحن مؤمنون بهذا المشروع الوطني الكبير، وندعمه بكل ما أوتينا من طاقة. لكننا نطمح إلى اتحاد قوي، ولجان مستقلة لا تخشى في الحق لومة لائم، تعمل بأنظمة واضحة، وقرارات حاسمة. فبهذا فقط، نضمن نجاح مشروعنا الرياضي، ونعزز ثقة المستثمر، ونصنع مستقبلًا يليق بطموحات الوطن.
ولكم تحياتي