البكيرية… حين يكون العلم هوية مدينة

محمد البكر

ليست البكيرية مدينة عابرة في جغرافيا القصيم ، بل اسمٌ ارتبط بالعلم ، واستقر في الذاكرة بوصفه مدينة القضاة ، ومهداً للمعرفة ، وبيئة تُنتج العقول قبل أن تُنتج الحكايات . فمنذ وقت مبكر ، اختارت البكيرية طريقاً مختلفاً … طريق الهدوء ، والانضباط ، والعمل الصامت .

في البكيرية ، لم يكن العلم ترفًا، بل نهج حياة . منها خرج قضاة وعلماء وخطباء انتشروا في مناطق المملكة ، وأسهموا في ترسيخ العلم الشرعي ، ونشر المعرفة ، وبناء الوعي الديني والثقافي .

لم يحملوا أسماء مدينتهم على ألسنتهم ، لكنهم حملوها في سلوكهم ، وفي نزاهتهم ، وفي حضورهم المؤثر حيثما حلّوا .

وللبكيرية موقعها في التاريخ الوطني ، إذ كانت معركة البكيرية إحدى المحطات المهمة في مسيرة توحيد المملكة ، شاهدة على أن هذه المدينة لم تكن معزولة عن التحولات الكبرى ، ولا بعيدة عن لحظات القرار والمواجهة .

ثقافياً واجتماعياً، تتميّز البكيرية بروح جماعية عالية ، تجسّدت في لجنة أهالي البكيرية ، التي أصبحت نموذجاً وطنياً للعمل الأهلي المنظّم ، والتكافل المسؤول ، والمبادرات التي تسبق الحاجة أحياناً .

أهل البكيرية يشبهون مدينتهم … وقار بلا تكلّف ، وعمق بلا صخب .
مدينة آمنت بأن القيمة في الأثر لا في الظهور ،فصنعت رجالًا…وجعلت من العلم هويتها الأجمل.
ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات