انتقدوا الجمهور واعذروا الإتحاد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في كرة القدم ، لا تُدار المنتخبات بالعاطفة ، ولا تُقاس النتائج بالنوايا ، بل بالقرارات. والجهة التي تصنع القرار، وتضع السياسات ، وتدير المسابقات ، وتخطط للمستقبل ، هي الاتحاد السعودي لكرة القدم . من هنا يبدأ أي نقد ، ومن هنا يجب أن يُفهم ، بعيداً عن الشخصنة أو البحث عن خصومات وهمية .
عندما ننتقد وضع المنتخب السعودي ، فنحن لا ننطلق من علاقات شخصية ، ولا من خلافات مع هذا المسؤول أو ذاك ، بل من قناعة بأن التخطيط لم يكن على مستوى الطموح . الاتحاد هو من يختار المدرب ، وهو من يحدد مسار الإعداد ، وهو من يدير الدوري ويضبط إيقاعه، وهو من يتحمل مسؤولية التنسيق بين مصلحة الأندية والمنتخب . وحين تختل هذه المنظومة ، فإن النتائج داخل الملعب تكون انعكاساً طبيعياً لذلك الخلل .
وعندما يطالب البعض بأن يتحمل مجلس إدارة الاتحاد المسؤولية ، فذلك لا يعني موقفاً شخصياً ضد رئيسه ، بقدر ما هو تعبير عن رفض استمرار نهج لم يُثمر نجاحاً . وحين يُنتقد المدرب ، فليس لأنه جاء من مدرسة معينة ، أو اختار لاعباً من نادٍ دون آخر، بل لأن الأداء والنتائج لا تقبل الأعذار المتكررة .
غضب الجمهور السعودي من اللاعبين ، هو غضب مشروع . فالدولة أعزها الله قدمت كل الإمكانات المطلوبة ، ووضعت مشروعاً وطنياً لتطوير كرة القدم السعودية ، وخصصت له ميزانيات ضخمة . لكن وللأسف الشديد ، النتائج لم ترتق لحجم هذا الدعم .
لاعب اليوم يتقاضى عشرات الملايين من الرواتب والحوافز، أرقام تفوق ما يتقاضاه أكبر طبيب أو أستاذ جامعي ، ومن الطبيعي أن يُطالب بعطاء يوازي ما يحصل عليه ، وأن يتحمل النقد كما يتحمل الامتيازات . فهل ما قُدم في المباريات الأخيرة ، يجعل الجمهور السعودي يلتمس العذر لهم !؟
وإذا كان البعض ينزعج من هذا النقد ، فالسؤال البديهي : من الذي يُفترض أن ننتقده؟ الجمهور الذي حضر ودعم وقال كلمته ؟ أم اتحاد لم يوفق في التخطيط والتنفيذ؟
هذا منتخب وطن ، والنقد هنا ليس “مع أو ضد”، بل وجع محب ، وحق مشروع ، وأمل في تصحيح المسار . ولكم تحياتي
