كل يوم يخمني بس ما نمت جنبه!

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في زمن السوشيال ميديا، لم يعد الطريق نحو الشهرة يمرّ عبر الموهبة أو الإبداع، بل بات مرتعًا للمحتوى المثير، حتى وإن تجاوز القيم والخطوط الحمراء.
بعض “المؤثرين” اليوم على استعداد للتخلي عن كل ما تمثّله مجتمعاتنا من تقاليد وأخلاق، بل لا يتورّعون عن الزجّ ببراءة الأطفال وعفويتهم في بثوث ومقاطع مسمومة هدفها الأول جني أكبر قدر من المتابعات والمال.
في أحد المقاطع المصوّرة، والذي شاهدته عبر تطبيق “تيك توك”، يدور حوار بين رجل يبدو أنه والد الطفلة، وبين ابنته الصغيرة التي لا تتجاوز الخامسة.
يسألها:
الأب: “عندك ولد في المدرسة؟”
الطفلة: “فيصل؟”
الأب بدهشة: “فيصل؟”
الطفلة: “اليوم ما خمني.”
الأب: “خمج؟”
الطفلة: “إيه، اليوم لا… بس كل يوم يخمني.”
ثم يسألها: “ليش يخمج؟”
وهنا يدخل طفل آخر، يبدو أنه ابن الأب أيضًا، فيقاطع الحوار .
الأب: “تعال، قل لي خمها ؟
الطفل يجيب بثقة : إيه، خمها ، وقال لها: أنا وإياك بنروح المالديف ، وراح أجيب لك سيارة باربي .
الطفلة تخاطب والدها “شفت! غريب!”
ويكمل الأب بسخرية “يعني هو فعلاً خمج؟”
وهنا تكون الصدمة حين تقول الطفلة: “ما نمت جنبه!”
لا أعلم كيف يمكن تفسير هذا المقطع سوى أنه استغلال صريح لطفلة بريئة، تم تلقينها سيناريو يبدو صادمًا وخارجًا عن المألوف، فقط من أجل إثارة الجدل وكسب المال على حساب البراءة.
إن كنتم ترون ما سبق طبيعيًا، فربما أكون أنا فعلاً “غير طبيعي” . أما إن كنتم مثلي، مفجوعين مما دار في هذا الحوار، فلابد أن نقر بأن الأمر تجاوز كل خطوط الحياء، وضرب بحقوق الطفل عرض الحائط.
مثل هذه المشاهد لا تمثّل حرية شخصية ولا محتوى ترفيهيًا ، بل انتهاكًا خطيرًا للطفولة، يستدعي تدخلًا واضحًا من الجهات المختصة.
معلومة توضيحية: “الخَمّ” تعني الاحتضان في بعض اللهجات.
ولكم تحياتي.
والله كلامك كله في محله… ومثل ماقلت…
( الأمر تجاوز كل خطوط الحياء، وضرب بحقوق الطفل عرض الحائط.
مثل هذه المشاهد لا تمثّل حرية شخصية ولا محتوى ترفيهيًا ، بل انتهاكًا خطيرًا للطفولة، يستدعي تدخلًا واضحًا من الجهات المختصة.)
الميديا مليئة بمثل هذه الأمور بل ابشع والحياء ضاع وأصبح سلعة تدر الملايين والله المستعان.