ما بعد “النُّخبة” أو “النَّكبة”

محمد البكر

لا فرق عندي بين “النخبة” و”النكبة”، اختر ما شئت، فالأمر سيّان.
الأهلي – الذي، ومن وجهة نظري، استحق البطولة عطفًا على المستويات الراقية التي قدّمها طوال مباريات النخبة الآسيوية – أضاف للكرة السعودية لقبًا جديدًا يُضاف إلى الألقاب التي سبق أن حققتها الأندية السعودية، وله الحق أن يكون على رأس فرق النخبة.

أما الهلال، الذي تعوّد عشّاقه على البطولات المحلية والقارية، وتزعّم – ولا يزال – أندية آسيا من شرقها إلى غربها في عدد البطولات بمختلف مسمياتها، فقد اتفق كل العقلاء، من داخل المملكة وخارجها، على أن ما تعرّض له من مختلف الجهات لا يمكن تسميته إلا بـ”النكبة”.

القضية ليست فوز الأهلي أو خسارة الهلال، فليس هناك في عالم كرة القدم نادٍ يمكنه الفوز دائمًا بينما يخسر غيره، وإن تعددوا. فالأبطال يتغيرون، وما حدث في بطولة النخبة ليس هو العنوان الذي أردت طرحه. لكن ما تعرّض له الزعيم هذا الموسم لا يمكن تفسيره على أنه أمر طبيعي.

وحتى لا أدخل في عالم التشكيك وتوزيع الاتهامات في كل اتجاه – وإن كانت بعض المعطيات والتصريحات والإيحاءات تجاه الهلال واضحة المعالم – فإني أتمنى على عقلاء الهلال، سواء من مسؤوليه أو كبار داعميه أو حتى من جماهيره، التريّث، ولو كان الوقت قصيرًا قبل انطلاق كأس العالم للأندية. فهناك حسابات وهمية في منصات التواصل الاجتماعي تنفخ في نار الهلال التي بدأت تشتعل.

مرة أخرى، أقول إن ما تعرّض له الهلال أقوى بكثير مما تتحمله أي إدارة. لكن، ورغم ذلك، فإنه لا يمكن تجاوز السيد خيسوس في كثير من تصرفاته وعناده، خاصة في الإصرار على لاعبين فشلوا كثيرًا في المباريات المحلية والخارجية، وكذلك في تغيير خططه بين ليلة وضحاها، مما ورّط اللاعبين. ومن يقول إنه صاحب التاريخ الأفضل بين مدرّبي الهلال، أقول له: نعم، لكنه أيضًا أسوأ من أهان الهلال وأحرج إدارته وجماهيره.

الهلال، زعيم القارة ووصيف العالم، هو فريق عظيم وكبير، لكن ما تعرّض له كان أكبر من قدرته على الصمود.
ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *