زحمة يا دنيا زحمة

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ما لم تكن مدينتك ضمن المدن التي تعاني من مشكلة الازدحام المروري الآن ، فحتماً ستكون كذلك في المستقبل القريب . فعدد السكان يتزايد ، وتملك السيارات يتضاعف خاصة بعد السماح للنساء بقيادة السيارات ، وبدلاً من سيارة واحدة أو اثنتين لدى العائلة السعودية، أصبح لكل فرد منها سيارته الخاصة. بينما تظل الشوارع والطرق على ما هي عليه . فتوسعة أي طريق يحتاج لمبالغ طائلة لتعويض أصحاب العقارات، وهذا ما يعتبر من أسوأ الحلول.
أعتذر من البلديات والأمانات إن قلت أنها لا تتعامل بمنطقية لحل مشكلة الازدحام المروري الذي يستنزف طاقة الناس وجيوبها. والسبب أنه وإن بحثنا لها عن عذر؛ كون المخططات قديمة والشوارع لم تخطط لاستيعاب هذا التزايد في أعداد السيارات، إلا أنها تُلام للترخيص لمخططات جديدة تخلو تماماً من أي أفكار لحلول مستقبلية. فهي تكرر نفس أخطاء من خططوا الأحياء القديمة.
الأزمات المرورية تسبق بخطوة مشاريع البلديات. فالبلديات تعالج الأزمات الحالية بدلاً من التخطيط لحل الأزمات المستقبلية. وحتى لا يغضب عليّ الأخوة في الأمانات والبلديات ، أسألهم إن كان هناك مخطط واحد من المخططات الحديثة في الخبر أو الدمام أو غيرهما من مدن المملكة روعي فيها تخصيص مساحات لمحطات أو لوسائل النقل من حافلات ومترو وغيرها !؟ . بل وللأسف الشديد ليست هناك مراعاة حتى لمداخل ومخارج تلك المخططات الحديثة.
هناك حلول قصيرة الأمد مثل تخصيص مسار سريع للسيارات التي تحمل عدة ركاب، أو عمل تباين بين مواعيد العمل في الشركات، فالشركة التي يبدأ عملها في الساعة السادسة صباحاً ، ينتهي دوامها في الساعة الثانية ظهراً، والتي يبدأ العمل فيها في السابعة ينتهي في الثالثة وهكذا، والحال ينطبق على المدارس الحكومية والخاصة. بحيث تتم تجزئة فترات الحركة المرورية.
أما الحلول طويلة الأمد ، فتبدأ بمشاريع المترو والقطارات والحافلات ذات المسار الخاص، وهذه تحتاج لتجهيز بنية تحتية خاصة في المخططات الحديثة وفق دراسة تحدد معدل النمو المتوقع لعدد السكان والسيارات ووسائل النقل المتعددة . ولكم تحياتي