الأحساء ومشكلة سكة الحديد

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تشهد محافظة الأحساء اهتماما كبيراً من قبل حكومتنا الرشيدة ، خاصة وأن المحافظة تحظى بمشاريع تنموية ضخمة سبق وأن تم الإعلان عنها من قبل الجهات المعنية . ومن بين تلك المشاريع ما تم تنفيذه بالفعل على أرض الواقع ، ومشاريع قيد التنفيذ ، وأخرى في مراحل الدراسة وتخصيص الميزانيات . فالأحساء تعتبر من المحافظات التي تحظى بفرص سياحية لا حدود لها . فهي ذات تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين ، وهي واحة تعتبر من أكبر الواحات في العالم ، ناهيكم عما تكتنزه من آثار وتاريخ عريق .
ومع ذلك عانت مدنها الرئيسية وخاصة المبرز والهفوف من مشكلة كانت مزمنة تم حل ثلاثة أرباعها وبقي الربع ينتظر الحل . هذه المشكلة هي سكة القطار التي تربط الدمام بمحطة الهفوف ، حيث مقطورات البضائع التي تنقل بضائعها من الجبيل والدمام للرياض . بالإضافة إلى قطارات الركاب التي تنقلهم من محطة الدمام إلى محطة الهفوف ومنها إلى محطة الرياض .
فمنذ سنوات طويلة ، بل طويلة جداً عانى أهل الأحساء من مرور قطاري البضائع والركاب في خط مواز لطريق الظهران الأحساء . أي أنه يقسم بعض الأحياء ويعطل كثيراً تنقل الأهالي حين يمران . كما أن مسار السكة كان يعرقل ولسنوات طويلة الامتداد العمراني من الجهة الغربية .
قبل أسبوعين احتفل الجميع بحل ” ثلاثة أرباع تلك المشكلة ” ، حيث تم نقل سكة قطار البضائع إلى خارج النطاق العمراني . بحيث يتم النقل للرياض دون الحاجة للمرور عبر السكة القديمة . وهو بلا شك مشروع ضخم ورائع . ومعه تخلص الأهالي من ” همِ ” كبير لأن قطارات البضائع بطيئة جداً وتحتاج لوقت طويل مما يعطل الحركة المرورية ، خاصة إذا علمنا بأن هناك ما يقارب 14 رحلة يومية لنقل البضائع وأن طول قطار البضائع الواحد يمتد لكيلو ونصف الكيلو مترا، وهو بحاجة لما يقارب ربع ساعة لكل رحلة تتعطل فيها حركة المرور ، بينما قطار الركاب لا تتجاوز عرباته الخمس عربات ويسير بسرعة 100 كلم داخل المدن ، أي أنه لا يعطل الحركة المرورية كما هو حال قطار البضائع .
أنا على ثقة بأن المسؤولين في ” سار ” يدركون أهمية نقل سكة قطار الركاب ، كما يدركون كم سيساهم ذلك في خدمة الأهالي ومشاريع التنمية والحركة العمرانية وتنقل السكان بين الجانبين بيسر وسهولة .
ومع أني لا أدعي بأن لدي الحل السحري لذلك ، إلا أني أعتقد أن نقل محطة الركاب من موقعها الحالي لموقع أبعد قليلاً سيكون حلاً مناسباً ، على أن يستخدم المبنى الحالي لأي غرض ” حضري ” تحتاجه المحافظة . وللحديث بقية ولكم تحياتي