المرأة وذوق الرجال

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
دار نقاش بين مجموعة من الأصدقاء حول أهمية أن يمنح الرجل مقعده في وسائل النقل العام أو دوره في مواقع الخدمات العامة للمرأة . جانب منهم يقول أن هذا الأمر يتعارض مع مطالبة النساء بالمساواة الكاملة مع الرجال ، وبالتالي عليهن أن يقبلن بتطبيق هذه المطالبة في جميع المواقف لا بعضها . أما الجانب الآخر من الأصدقاء فقد رأوا أن ظروف النساء وتكوينهن النفسي والجسدي يدعم فكرة منحهن الفرصة للتميز في ” بعض ” المواقف ، ومن بين تلك الظروف أن النساء يجمعن بين المسؤولية عن العائلة في البيت وبين الحاجة لقضاء بعض الحاجات الأسرية أو العملية خارجه ….. ” أنتهى النقاش وكل جانب تمسك بموقفه ” .
كلنا يدرك بالفعل بأن ظروف النساء التكوينية تختلف عن الرجال . كما أن ما يتعرضن له في بعض المواقف من تحرش أو مضايقات لا يتعرض له الرجال . وهذا ينطبق على نساء العالم وليس فقط النساء في الوطن العربي . مما دفع السلطات في اليابان على سبيل المثال على تخصيص أماكن للنساء في بعض وسائل النقل ، وكذلك حدث في دول مثل بعض المقاطعات الهندية وتركيا وأندونيسيا والمكسيك .
في المجتمع السعودي فإن المرأة تجد نفسها في مكانة تحسد عليها . فغالبية الرجال يتفهمون ظروف المرأة ويحترمون خصوصيتها ويفزعون لها من باب الشهامة والرجولة التي يتمتع بها الرجل السعودي . ومع ذلك فهناك من لا يهتم بهذه الخصوصية وخاصة من الشباب أصحاب نظرية أنهن يطالبن بالمساواة فليقبلن بتبعياتها .
ليس هناك قانون يلزم الرجل بتقديم مقعده للمرأة . لكن هناك أمر مهم لا يمكن تجاهله وهو ” الذوق العام ” . فمن لديه ذوق لن يقبل وقوف المرأة وهو جالس يضع قدماً على قدم دون أي مبالاة . ومع أن هذه النوعية من ” الذكور ” تعتبر أقلية في مجتمعنا والحمد لله ، إلا أن عدم تسليط الضوء على هذه الظاهرة قد يكون سبباً في انتشارها بين الشباب . فالمسألة هي مسألة ذوق عام و” نُبل ” يجيده النبلاء ويتجاهله ” البلهاء ” . ولكم تحياتي