الإنتربول في المملكة

محمد البكر

غالبية السعوديين سمعوا عن خبر اختيار المملكة لتكون المقر الإقليمي للإنتربول الدولي . لكن القليل جداً منهم من فهم معنى ذلك الإختيار وماذا يعني للمملكة وما الذي ستستفيده جراء ذلك . وقد وجدت أن من المفيد تسليط الضوء حول كل تلك النقاط ألتي أشرت لها في بداية المقال . لكن قبل ذلك دعوني أذكّر بالنجاح الكبير الذي حققته المملكة في حربها على التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة ، عندما واجهت أكبر تحد من القاعدة وداعش وعصابات غسيل الأموال . ذلك النجاح الكبير ، كان الباب الرئيسي ليكون مقر الإنتربول الدولي في العاصمة الرياض.

أما الإجابة على ما الذي ستستفيده المملكة جراء وجود المقر فيها؟ ، فيمكن إيجازه في بعض النقاط المهمة . فالمملكة سوف تلعب دوراً محورياً في تعزيز التعاون الأمني ومكافحة الجريمة . كما سيساهم ذلك في تعزيز الأمن الإقليمي وتوفير فرص تدريب الكوادر الأمنية ، ناهيكم عما سيحدثه ذلك من استجابة أسرع للجرائم العابرة للحدود . ثم إن وجود المقر سيعزز من دور المملكة كقوة إقليمية ، وستحسن من علاقات المملكة مع دول المنطقة من خلال التعاون لمكافحة الجريمة ، وعقد شراكات استراتيجية مع تلك الدول.

كلنا يعلم أن الاستثمارات الأجنبية والسياحة تبحث عن أماكن آمنة لاستثماراتها . ورغم أن البيئة الأمنية في المملكة مشهود لها بالكفاءة ، إلا أن اختيارها كمقر للبوليس الدولي يعزز من تلك النظرة الإيجابية في الأمن والأمان ، مما سيزيد من حصة المملكة من تلك المشاريع الاستثمارية ، وسيضاعف من تأثيرها في القضايا الأمنية الإقليمية .

لقد نجحت المملكة بعد منافسة شرسة من بعض الدول التي كانت تطمح ليكون المقر لديها ، بعد أن حققت أعلى المعايير التي وضعها الإنتربول لحسم المنافسة على الاستضافة.
والمعايير تركزت على الاستقرار السياسي وخبرتها الأمنية ، والبنية التحتية المتطورة ، والتزامها بالقوانين الدولية ، والموقع الجغرافي الذي يسهل التواصل والتعاون الإقليمي.

نبارك لقيادتنا الحكيمة ، كما نبارك لسمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية هذه الثقة الدولية للمملكة . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *