الرأي

خلل الاتحاد

حمد الدبيخي

كاتب ومحلل رياضي ، ولاعب كرة قدم سابق في نادي الإتفاق

كيف يمكن أن نحمّل المدرب سييرا كل ما يحدث للفريق الاتحادي وسجله مع الاتحاد كان جميلاً جداً في ظل أوضاع اتحادية صعبه أثبت فيها سييرا أحقيته في لقب المدرب الأفضل بالدوري قبل موسمين ثم عاد وأنقذ الفريق من شبح الهبوط ؟!

الانتقادات الكبيرة هذا الموسم للمدرب تجاوزت المقبول والمعقول فالتقييم العاطفي لا يمكن أن يُبنى عليه وتصفية الحسابات معه لا يمكن الوثوق بها ، وهذا لا يعني أن سييرا قبل موسمين المدرب المتمكن هو سييرا اليوم ، وهو بدون شك يتحمل جزءا مما يحدث للعميد ولكن الجزء الأكبر يظل على اللاعبين ، فهل يمتلك الفريق لاعبين قادرين على إبراز العميد وتحقيق تطلعات جماهيره ؟

في الاتحاد لابد من تجاوز أصوات العاطفيين والمنتفعين والباحثين عن تصفية الحسابات فهؤلاء لن يقدموا للاتحاد ما يحقق تطلعات جماهيره بل هم أقرب لإشباع رغباتهم وإثبات صحة أقوالهم ، فأين الخلل؟

أؤمن بأنه في كرة القدم يكون الفوز والخسارة بيد اللاعبين ومتى كان هناك لاعبون مميزون سيكون الفريق مهما حدث في وضع أفضل ، فهل نوعية اللاعبين بالفريق الاتحادي ذات تميز واضح ؟

قوة اَي فريق تتشكل من اللاعبين ونوعية أدائهم وأدوارهم وتصوراتهم الشخصية للمباراة ومدى ثقتهم بالفريق وإمكانياتهم البدنية والنفسية والفنية ، وأهم مرتكز العنصر أو العامل النفسي الذي يلعب دوراً كبيراً في الفوز والخسارة ، فهل نتوقع أن تتحقق كل تلك العوامل في فريق تقوده الإدارة الحالية ، وجهاز فني لا يمتلك طموحا وحماسا كما كان سابقاً ، ويقولون: أين الخلل؟!

بهكذا فريق سيخرج الاتحاد من الموسم دون أن يحقق أي مركز يشفع له آسيوياً ويبقى الحل دائماً بيد اللاعبين ، وأعتقد بأن فرص التعاقد بالفترة الشتوية مع بعض اللاعبين بدلاً من الموجودين هو الحل الأمثل ، أما إقالة سييرا فليست هي الحل ، ومتى تم إقالة المدرب دون تعاقدات أفضل سيكون الموسم الاتحادي موسما للنسيان .

إن إقالة المدربين حل قابل للنجاح والفشل ، وأعتقد بأن إقالة سييرا لن تحقق للفريق أفضل مما تحقق الموسم الماضي ، ولكن قد تكون حلا نفسيا وليس فنيا بالوقت الحالي ، وسيبعد الفريق عن الضغوطات الممارسة عليه .

قد أتفهم إذا ماتمت إقالة سييرا ولكني لا أفهم لماذا تمت إقالة مدرب ضمك؟ كلنا يعلم بأن البقاء هو مطلب فريق ضمك وإقالة المدرب بعد الجولة الخامسة ليس قرارا منسجما مع ذلك المطلب فكان من الأفضل الانتظار حتى الجولة العاشرة وتقيم نقاط الفريق ثم اتخاذ القرار بعد ملاحظة الشكل العام للفريق .

ولو رجعنا للموسمين الماضيين ، كم عدد الإقالات ؟ ما مدى التغير للفرق التي أقالت المدربين؟ .. لا تغير كبير حدث ، تذكروا الفرق التي هبطت ، هل نفعتها إقالة المدربين ؟

في نهاية الأمر ، مباريات كرة القدم ، الأهم فيها اللاعبون ثم المدربون ، و غير هذا الكلام لا يمكن تصوره فأفضل مدرب بالعالم لن يحقق الدوري بدون لاعبين ، ولكن قد يحقق اللاعبون الدوري بوجود مدرب مغمور .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *