العربية.. لغة وطن تُقصى في وطنها!

ليس من المقبول — بل من المخزي — أن تكون اللغة العربية غريبةً في وطنها وأن يُجبر أبناء هذا البلد على استخدام لغة أجنبية في حياتهم الوظيفية ومراسلاتهم اليومية داخل مؤسسات سعودية خالصة!
أي منطق يقبل أن تُكتب الإيميلات بالإنجليزية في منشأةٍ سعودية، موظفوها سعوديون، وإدارتها سعودية إلا منصب او منصبين، ومقرها في قلب المملكة؟!
كيف أصبحنا نعتذر عن لغتنا، ونخشى استخدامها، بينما نفاخر بها أمام العالم كل عام في “اليوم العالمي للغة العربية” بخطب وشعارات ومجاملات لا تتجاوز الورق؟
لقد آن الأوان لقرارٍ حاسمٍ وصريح: اللغة العربية لغة إلزام في بيئة العمل السعودية.
ليس تفضيلاً أو خياراً أو ذوقاً شخصياً، ولكن كنظام ملزم يُحاسَب من يخالفه.
يجب أن تُحظر المراسلات الداخلية والخارجية بين موظفي الجهات السعودية بلغةٍ غير العربية، إلا في حال التعامل مع جهاتٍ أجنبية لا تتحدث العربية.. فتنم المخاطبة بالعربية واللغة الأخرى معاً..
بل ويجب أن يُلزم كل من يشغل منصباً قيادياً من غير السعوديين في منشأة سعودية بتعلم اللغة العربية خلال فترة محددة، كشرطٍ للاستمرار في عمله.
فمن غير المنطقي — ولا المقبول وطنياً — أن يدير الأجنبي مؤسساتٍ سعودية، ويُخاطب الموظفين بلغةٍ لا يفهمها بعضهم، وكأننا نحن الغرباء في ديارنا!
هذه ليست دعوةً للانغلاق أو رفض اللغات الأخرى، بل دعوةٌ للكرامة والسيادة والهوية.
اللغة ليست أداة تواصل فحسب، إنما هي وعاء فكر وثقافة وانتماء.
ومن يتنازل عن لغته، يفتح الباب للتنازل عن فكره وهويته وقراره.
فكيف نقبل أن تُدار اجتماعاتنا، وتُقدَّم أوراق عملنا، وتُعقد مؤتمراتنا في الرياض وجدة والدمام بلغةٍ غير لغة الوطن؟
هل يُعقل أن يُقام مؤتمرٌ في باريس أو طوكيو بغير الفرنسية أو اليابانية؟!
إنّ السعودية الجديدة، التي تعتز بتراثها وتبني مستقبلها، لا يمكن أن تسمح بأن تُهمَّش لغتها في مؤسساتها.
لقد دعمنا العربية في التعليم، وفي الإعلام، وفي الهوية الوطنية، لكننا ما زلنا نتهاون بها في ساحات العمل ومراكز القرار.
وهذا هو الخلل الأخطر، لأن اللغة تُقتل حين تُستبدل في موضعها الطبيعي بالحاجة والاعتياد.
نحن على مشارف اليوم العالمي للغة العربية، وهذه مناسبةٌ لا تُحتفى فيها بالقصائد والخطب، بل بالتشريع.
نريد قراراً واضحاً يُلزم المؤسسات الحكومية والخاصة باعتماد اللغة العربية لغةً رسميةً وحصريةً في المراسلات والعروض والاجتماعات.
ونريد أن يُدرج هذا القرار ضمن أنظمة العمل والتوظيف، حتى تكون العربية حقيقةً لا شعاراً.
كفى اعتذاراً عن لغتنا.. كفى استلاباً لغوياً يجعلنا نبدو كضيوفٍ في مؤسساتنا.!
اللغة العربية ليست خياراً بين لغتين، بل هي عنوان وطن وهوية أمة.
ومن لا يتحدث لغتنا في بلادنا، فعليه أن يتعلمها قبل أن يتحدث باسمنا..

13 رد على “العربية.. لغة وطن تُقصى في وطنها!”

  1. يقول الزوي:

    سلِمتَ وسلمت يمناك
    كلام سليم وممتاز .وأضيف إليه والأهم أنها لغة القرآن فقد نزل (بلسانٍ عربيٍ مبين ).يا ليتهم يطبقونه فعلاً

  2. يقول عبدالعزيز العمري:

    كلام جميل ورائع بورك فيك صاحب المقال وياليت هذا الاقتراح يكون بالفعل والواقع ويؤخذ مأخذ الجد .

  3. يقول محمد سليمان:

    صدقت، والخافي اعظم من مجاهرة بعض المسؤلين في الاجتماعات بتبني لغة مختلفة، وبالتأكيد ان القيادة حفظها الله وسددها لا ترضى بذلك، وسبق ان صدرت تعاميم قديمة في هذا الجانب، وتحتاج الى اعادة للتأكيد على الزامية اللغة العربية في العمل والمكاتبات والتعامل، واقترح ان يكون لذلك آلية للتحقق من التطبيق عن طريق استبيان من الموارد البشرية للموظفين بشكل مباشر بدون رقاية جهاتهم.

  4. يقول علي الغامدي:

    هو تنافس حضارات.. فانظر كيف ثقافتنا ولغتنا تتراجع وتخذل على جميع الاصعده!! لن تبنى حضارة بغير لغتها.. هناك محتلين ليثبتوا احتلالهم ولطمس حضارة اهل الارض المحتلة فقد احيو لغة شعبهم بعد ان انطمست وتحدثوا بها وعلموها لاجيالهم!!!
    اما نحن فقد تجاهلنا لغتنا وانظر في اسماء المحلات التجاريه وفي المخاطبات داخل الكثير من الجهات في السعوديه لقد وصل بنا الخزي ان تكون لغة الكثير من الاجتمعات بين سعوديين بالانجليزيه!!
    بل يكاد من لا يعرف الانجليزيه ان لا يستطيع تدبر اموره في المطاعم والمستشفيات وغيره مع كثرة العمالة الاجنبية!!

  5. يقول رشيد الربيش:

    أحسنت، قلت مافي ضمير كل مواطن غيور على هوية وطنه.
    اللغة العربية لغة عالمية، لها مكانتها وريادتها بين اللغات، ويكفي أن تكون لغة أمة ممتدة لها وزنها وثقلها الجغرافي والتاريخي والسياسي والاقتصادي، ناهيك عن قداستها الدينية، كونها وعاء رسالة الإسلام الخالدة، حيث ناءت ومازالت بحمل تعاليم الإسلام إلى الناس كافة ممثلة بدستوره العظيم كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، وفي اللغة العربية من الخصائص والسمات والمقومات مايجعلها قادرة على ملاءمة العصر وسد احتياجاته، والتعبير عن أدق احتياجاته ومخترعاته !
    فحري بنا عرباً وسعوديين خاصة أن نعتز بلغتنا التي هي جزء أصيل من هويتنا القومية والوطنية والدينية، وأن نسن ونشرع القوانين التي تحفظها، وتجرم التطاول عليها وتهميشها.
    وخاصة مايتعلق بالمؤسسات والدوائر الحكومية والتجارية.
    وإنك لتعجب عجباً مشوباً بالحزن من تسابق المحلات التحارية على اختيار أسماء أعجمية لمحالهم ومتاجرهم دون مبرر!! مما يدفعك للتساؤل عمن سمح لهم بذلك، ومكّنهم منه، وسهل لهم هذا السبيل المعوج!!
    نقول ذلك وكلنا أمل بحكومتنا الرشيدة التي كان لها جهود مشكورة في خدمة اللغة العربية على مختلف الأصعدة والمستويات أن نرى حلاً حاسماً وحازماً لهذه الظاهرة التي بدأت تتفشى وتكبر في ظل العولمة والانفتاح والنمو التحاري والاقتصادي،.
    ونخشى فيه على لغتنا وأجيالنا وهويتنا !!

  6. يقول راشد ناصر الناصر:

    سلم بنانك دكتور خالد
    ولافض فوك رلاعدمك محبوك
    أصبحنا نعاني من الإيميلات وحجوزات الطيران لخطوط سفرنا بغير لغتنا
    نحتاج وقفة 🌹

  7. يقول إبراهيم سعد:

    جزيت خيراً ولافض فوك.انت كتبت ما يعبر عن شعور كل مواطن سعودي يعتز بانتمائه لدين الاسلام والقران الكريم الذي اختار له خالق هذا الكون اللغة العربية التي وسعت كتاب الله لفظا وآية،هذه اللغة التي تربطنا بالأمة العربية وبالمسلمين في شتى بقاع الارض وهي وعاء ثقافتنا وتاريخنا.من المؤسف ان المستشرقين الغربيين حاولوا على مر العصور على ازاحة اللغة العربية من المشهد ومحاولة طمس هويتهم الدينية والثقافية والسيادية، وفشلوا ويكاد يتحقق ما خططوا له على ايدي ثلة ممن ينتسبون للعروبة ومن بعض وسائل الاعلام بجهل او بقصد. لقد سنت حكومة المملكة أنظمة عديدة للحفاظ على مركز اللغة العربية، كلغة رسمية للمملكة، بل دعمت تعزيز مكانة اللغة العربية في المحافل الدولية وفي الدول الإسلامية وللأقليات الإسلامية. ولاننس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.

  8. يقول أحمد بن مهنا الصحفي:

    صدقت ..
    إذا كان هذا في مأرز اللغة العربية وموطن أدبها وأهلها ومهبط كلام ﷲ الذي نزل بها … ولاتنفعنا !! فأين إذا ؟

  9. يقول Saad:

    لا فض فوك
    الدوريات الامنية والمرورية مكتوب عليها بالبنط العريض باللغه الانجليزيه

  10. يقول فهد التويجري:

    بوركت يادكتور
    كلام من نور يدل على بصيرة سامية
    اللغة هوية الأمة
    إن همشت ضاعت ثقافتها
    وقد يضيع معها دينها
    و لعل استعمال العامية مع ما فيه من مخاطر أهون من استعمال لغة أجنبية.

  11. يقول د.يوسف الجابري:

    لا فض فوك،وفقت وهديت وسددت،وأسعدك الله كما أسعدت محبي اللغة والوطن.

  12. يقول مستورة الوقداني:

    كلام من ذهب لواقع مرير في كل تمجيد للغة العربية في يومها تنتابني غصة وكأني أسمع لغة القرآن تندب حظها مع أهلها وتقول لهم لا تحتفلوا بي وأنتم لا تعتزون بي في محافلكم !!! فعلاً وضع مزري ومخجل !!!

  13. يقول هادي البشري:

    حتى المدارس الابتدائية لم تسلم من ذلك
    ادخلو المنهج الانجليزي من اولى ابتدائي مما سيؤثر على اللغة الام والمنهج بشكل عام
    لا تشره على شركة او مؤسسة وانت تشاهد التعليم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات