سواليف
“الجبر” .. ويبقى الأثر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يرحلون ، لكن آثارهم تبقى تنبض بالحياة . هكذا كان رحيل رجل الأعمال العم محمد بن حمد الجبر يرحمه الله ، الذي ودّعه الناس قبل أيام في مشهد مهيب ، ازدحمت فيه المقبرة الشمالية بالمبرز ، ومجلسي العزاء في الأحساء والدمام ، بجموعٍ غفيرة جاءت تودّع صاحب القلب الكبير، وتعبّر عن امتنانها لإنسانٍ عاش عمره للناس ، أكثر مما عاشه لنفسه .
لم يكن الفقيد حالةً عابرة في دروب الخير، بل حلقة من سلسلة عطاءٍ تمتد في عائلته الكريمة التي جعلت من العمل الإنساني نهجاً راسخاً . فباسمهم شُيّد مستشفى لأمراض الكلى ، وآخر لعلاج الأورام ، وثالثٌ للعيون ، ورابع للأنف والأذن والحنجرة . وبجهودهم أُقيمت مدارس تفتح أبوابها لأبناء الوطن ، ومركزٌ للتوحّد يرعى الأطفال ويدعم أسرهم ، ومشروعات إسكانٍ وفّرت الدفء والأمان لمئات الأسر المحتاجة .
كان الفقيد مثالاً للرجل الذي قدم التواضع في تعامله مع الناس على الثراء ، وجمع بين الحكمة والرحمة . لم يكن يفاخر بما قدّم ، بل كان يؤمن أن -العمل الصامت – هو أبلغ أنواع الخير . يرى أن المال لا قيمة له إن لم يُسخّر لخدمة الإنسان ، وأن العطاء الحقيقي هو الذي يترك أثراً لا يُمحى .
رحيله كان خسارة فادحة ، لكن إرثه الإنساني يروي حكايةً جميلة عن رجلٍ لم ينسَ وطنه ولا مجتمعه ، وعن عائلةٍ عاهدت الله أن يكون الخير ديدنها ما دامت قادرة عليه .
رحم الله الفقيد بواسع رحمته ، وجعل ما قدّمه صدقةً جارية له ولأشقاءه ولوالديه ، وجزى أسرته خير الجزاء على ما زرعوه من بذور خيرٍ تنمو كل يوم . ولكم تحياتي

