منطقة ساحرة ملاصقة للدمام مخفية بسور.. أزيلوه الآن

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في اليوم العالمي لأشجار المانجروف، تعود الذاكرة إلى تجارب رائدة رسمت مشهدًا بيئيًا يستحق التقدير، وتحديدًا ما قامت به أرامكو السعودية في رأس تنورة، حين حوّلت الشاطئ الصناعي إلى منتزه بيئي متكامل، يجمع بين الجمال الطبيعي والاستدامة والمعرفة.
منتزه رأس تنورة البيئي لم يكن مشروعًا تجميليًا عابرًا، بل كان أول محمية طبيعية لأشجار المانجروف في المملكة، حافظت على 63 كيلومترًا مربعًا من الموائل البحرية، وغذّت الثقافة البيئية بممرات خشبية، ومراكز تعليمية، ومشاتل زراعية، ومسارات بحث علمي مفتوحة.
هذا النموذج يستحق أن يُنقل، وأن يُكرّر، بل ويُطوّر.
في مدينة الدمام، وتحديدًا على الواجهة البحرية شرق حي المزروعية، تمتد منطقة طبيعية غنية بأشجار المانجروف، لكنها مخفية عن الأنظار، ومحاطة بسور يمنع حتى النظر إليها. منطقة بديعة في موقع استراتيجي، تحمل إمكانات واعدة لتحويلها إلى وجهة بيئية وسياحية لسكان الدمام والمنطقة الشرقية عمومًا.
قبل أيام، حاولنا توثيق هذا الجمال المهمل بعدسة هاتف، من خلف البحر. ورغم بساطة الصور، بدا المشهد ساحرًا، ومثيرًا للأسى في آنٍ واحد. كيف يمكن أن تُترك مساحة كهذه دون عناية أو تطوير؟ كيف تحجب عن الناس، وهي تملك هذا الامتداد الأخضر الطبيعي النادر؟
هنا، تأتي الدعوة الصادقة إلى بلدية الدمام، أن تنظر بجدية لهذه الواجهة البحرية، وأن تنسّق مع شركة أرامكو السعودية التي أثبتت التزامًا حقيقيًا بالبيئة، وأظهرت قدرة على تحويل الفكرة إلى منتج سياحي وثقافي، كما فعلت في رأس تنورة.
نحن لا نطلب شيئًا مستحيلاً، بل نُطالب باستثمار مساحة قائمة، وتحويلها إلى متنفس حضري، ومركز وعي بيئي، ونقطة جذب حضارية لمدينة الدمام. فكما قالت أرامكو عبر مشروع رأس تنورة: “البيئة ليست ترفًا، بل التزام طويل الأمد”.
لعل هذا اليوم العالمي لا يمر كخبرٍ في رزنامة، بل يكون مناسبة لتحريك مشروع بيئي وطني… يبدأ من هنا.
وإذا كان تطوير كامل المساحة مؤجلاً، فإني أناشد بلدية الدمام، التي لا يمكن إنكار جهودها الواضحة في تحسين المشهد الحضري وإحداث نقلات نوعية في المدينة خلال الفترة الأخيرة، أن تبدأ بخطوة بسيطة وضرورية: إزالة السور المحيط، وفتح الإطلالة أمام سكان الدمام، خصوصًا أحياء شرق المدينة