لا مزيد من الأهداف للعام الجديد

سجى آل رحمه

قبل مطلع العام الحالي، سألتني صديقة: “هل انتهيتِ من كتابة أهدافك للعام الجديد؟”
كل سنة، وفي مطلع كل عام، يتكرر هذا السؤال من الأهل والصديقات، ويأخذنا سياق الحديث نحو التطلعات الوردية للعام الجديد، فتمتلئ دفاترنا بقوائم الأحلام والطموحات. نكتبها ونلوّنها بحماسة البدايات، كما كنا نلوّن دفاتر الطفولة، ونعد أنفسنا بأن هذا العام سيكون مختلفًا، أفضل، وأكثر إنجازًا.
لكن المفاجأة المعتادة كل عام، وبعد أسابيع قليلة من كتابة تلك الأهداف تتلاشى الوعود وتتبخر، كما لو لم تكن. فنعود لما كنا عليه، وتصبح أهدافنا مجرد ذكرى مؤجَّلة لعامٍ آخر. فلماذا يحدث ذلك؟ لماذا لا تصمد أهدافنا؟ الإجابة ببساطة: لأننا نكتب الأهداف، وننسى أن نبني لها الجسور ونصنع لها أسبابًا.
العادة: هي المسافة الفاصلة بين الحلم وتحقيقه، وهي الفجوة التي نجهل عمقها، والتي تموت على أثرها أهدافنا وأحلامنا التي أرهقها التأجيل.

وعلى الرغم من جمال قوائم أهدافنا وتطلاعتنا الوردية، إلا إنها في النهاية مجرد فكرة…والفكرة وحدها لا تغيّر الواقع، ما لم تُترجَم إلى فعلٍ يوميٍ بسيط، متكرر، مستمر وأقصد هنا قوة العادات، لأن العادات اليومية هي من تصنع الفرق الحقيقي، وهي الجسور الصغيرة التي نبني بها الطريق نحو الإنجاز.
كم منّا كتب أهدافًا عظيمة في بداية العام؟ وكم منّا التزم بعادة واحدة تقرّبه من تلك الأهداف؟ أهدافنا المجردة هي مصباح صغير قد يضيء طريق البداية فقط، لكن العادة هي من تضمن إستمرارنا على نهج الطريق، إنها الفن لتحويل الأحلام إلى واقع، لا بضجيج الحماسة بل بإيقاع يومي هادئ يصنع الفرق.

حين تكتب: “أريد أن أقرأ ١٠ كتب هذا العام”، اسأل نفسك: ما العادة اليومية التي ستجعل ذلك ممكنًا؟ قد تكون ببساطة: “سأقرأ ١٠ صفحات كل صباح قبل الذهاب للعمل”.
اجعل عاداتك تنطق بما تصبو إليه، ودع أفعالك تمهّد الطريق نحو ما ترجوه أن يتحقّق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *