صيدلية أم بقالة؟!

محمد البكر

من شبه المستحيل أن يخرج المريض من الصيدلية بعد استلام الأدوية التي وصفها له الطبيب دون أن يحمل معه كيساً كبيراً كما لو كان خارجاً من بقالة . هذا مثار استغراب لدى الناس، خاصة وأنهم يشاهدون عند سفرهم ومراجعتهم لأي صيدلية حجم أكياس الدواء التي يحملها المرضى عند خروجهم من الصيدلية . ولا أبالغ إن قلت إن حجم معظم تلك الأكياس لا تتعدى حجم كف اليد، وهذا هو الوضع الطبيعي الذي كنا نشاهده هنا قبل سنوات .

أمر مثير حقا .. فهل تضاعفت الأمراض وخطورتها مما يستدعي صرف كل هذه الأدوية للمريض !؟ أم هل ضعفت جودة الدواء فكان الحل زيادة الكمية لتعويض ضعف الجودة !؟ . الحقيقة كلها أسئلة منطقية أطرحها في هذا المقال مثلما يطرحها بقية الناس في مجالسهم .

كتبت قبل سنوات أن بعض شركات الأدوية تتعمد أن تحتوي عبوات الأدوية في كثير من الأحيان على كميات تفوق حاجة المريض . مما ينتج عنها مشاكل كبيرة منها زيادة الأعباء على المريض ممن ليس لديه تأمين ، وكذلك على شركات التأمين ، ناهيك عن خطورة احتفاظ المريض بما يتبقى من الدواء في منزله ليستخدمه مستقبلاً دون استشارة طبيب . خاصة إذا كان الدواء من “المضادات الحيوية”.

ما يهمنا- كمواطنين ومقيمين- هو معرفة السبب الذي أصبح معه المريض يخرج من الصيدلية كما لو كان خارجاً من مركز للتسوق !! . ويا ليت على طريقهم يشرحون لنا كيف أن أطباء العيادات الخاصة من القدامى كانوا يعالجون المريض بوصفة صغيرة في غالبية الأمراض ، بينما لا يمكن لأطباء اليوم في المستشفيات الخاصة وصف العلاج دون طلب تحاليل وأشعة !!

ما طرحته مجرد تساؤلات لا أكثر ، وليس في ذلك أي تشكيك أو إتهام لأحد . فهل من مجيب لهذه التساؤلات !؟ ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *