صيدلية أم بقالة؟!

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
من شبه المستحيل أن يخرج المريض من الصيدلية بعد استلام الأدوية التي وصفها له الطبيب دون أن يحمل معه كيساً كبيراً كما لو كان خارجاً من بقالة . هذا مثار استغراب لدى الناس، خاصة وأنهم يشاهدون عند سفرهم ومراجعتهم لأي صيدلية حجم أكياس الدواء التي يحملها المرضى عند خروجهم من الصيدلية . ولا أبالغ إن قلت إن حجم معظم تلك الأكياس لا تتعدى حجم كف اليد، وهذا هو الوضع الطبيعي الذي كنا نشاهده هنا قبل سنوات .
أمر مثير حقا .. فهل تضاعفت الأمراض وخطورتها مما يستدعي صرف كل هذه الأدوية للمريض !؟ أم هل ضعفت جودة الدواء فكان الحل زيادة الكمية لتعويض ضعف الجودة !؟ . الحقيقة كلها أسئلة منطقية أطرحها في هذا المقال مثلما يطرحها بقية الناس في مجالسهم .
كتبت قبل سنوات أن بعض شركات الأدوية تتعمد أن تحتوي عبوات الأدوية في كثير من الأحيان على كميات تفوق حاجة المريض . مما ينتج عنها مشاكل كبيرة منها زيادة الأعباء على المريض ممن ليس لديه تأمين ، وكذلك على شركات التأمين ، ناهيك عن خطورة احتفاظ المريض بما يتبقى من الدواء في منزله ليستخدمه مستقبلاً دون استشارة طبيب . خاصة إذا كان الدواء من “المضادات الحيوية”.
ما يهمنا- كمواطنين ومقيمين- هو معرفة السبب الذي أصبح معه المريض يخرج من الصيدلية كما لو كان خارجاً من مركز للتسوق !! . ويا ليت على طريقهم يشرحون لنا كيف أن أطباء العيادات الخاصة من القدامى كانوا يعالجون المريض بوصفة صغيرة في غالبية الأمراض ، بينما لا يمكن لأطباء اليوم في المستشفيات الخاصة وصف العلاج دون طلب تحاليل وأشعة !!
ما طرحته مجرد تساؤلات لا أكثر ، وليس في ذلك أي تشكيك أو إتهام لأحد . فهل من مجيب لهذه التساؤلات !؟ ولكم تحياتي