الرأي , سواليف

مطرودة القريات

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

ليس من طبعي ككاتب أن أكتب مقالاً أو رأياً أو حتى تغريدة تحت تأثير مقطع مؤثر . فلا أخفيكم أني تأثرت وتألمت بعد سماعي لمناشدة تلك السيدة والتي أطلقوا عليها – مطرودة القريات – بعد طردها من بيتها من قبل إحدى الجمعيات الخيرية ، لكني أنتظرت حتى هدأت . وكان أول سؤال دار في ذهني هو .. لماذا وصل الأمر لهذا الحد !؟ . ألم يكن بإمكان الجمعية الرفع لمحافظ القريات للاستئناس برأيه ، أو رفع الأمر لسمو أمير المنطقة الذي يملك من الحكمة ومن الصلاحيات ما يمكنه من حل الإشكال قبل أن تتحول قصة السيدة إلى قضية رأي عام !؟ .

يعتقد البعض بأن وسائل التواصل الاجتماعي ، هي أقرب وسيلة لحل المشكلات وإيصالها لأعلى مستويات المسؤولين . وهذا الإعتقاد قد يكون صحيحاً من خلال ما نراه ونسمع عنه . لكنه أمر مقلق ، لأن هذا يعني أن المسؤولين في المستويات الأدنى كالمدراء العامون في القطاعات الحكومية ، غير قادرين على حل المشاكل التي تواجه المواطنين ، إما لعدم وجود صلاحيات كافية ، أو لتقاعسهم عن وضع الحلول واتخاذ القرار في الوقت المناسب .

أعرف أن الشعب السعودي يملك عاطفة لا حدود لها . كما أني على يقين بأن أهل الفزعة وخاصة من رجال الأعمال ، يمكنهم دعم احتياجات الفقراء والمحتاجين . وهذا ما لمسته من ردود فعل بعضهم واستعدادهم لتأمين مسكن لها ولأبنائها في أي مكان من المملكة . لكني أيضاً على يقين تام بأن الدولة لم تقصر يوماً لصون كرامة مواطنيها النساء قبل الرجال . وهي التي أنشأت مئات الآلاف من المساكن لمواطنيها في مختلف مدن وقرى المملكة . ولن يعجزها حل مشكلة هذه السيدة دون تأخير .

قناة مثل CNN الأمريكية تناصب لنا العداء ، وتبحث عن أي مشكلة مهما كانت تافهة لتضخمها وتسيء لمملكتنا . ولهذا لن تفوت الفرصة لتجعل من هذه القضية التي يمكن حلها دون ضجيج ، قضية رأي عام عالمي . ومع أننا لم نعد نهتم بما تذيع تلك القناة ، إلا أن هناك من لا يفهم ذلك العداء .

أعتقد لحد الجزم ، بأن قضية هذه السيدة ، ستجد طريقها للحل بكل هدوء ، مع كل التقدير لمن تفاعل معها . ففي هذا التفاعل ما يؤكد تكافل المجتمع وتعاونه لرفع الظلم عن المظلوم . ولكم تحياتي

ردان على “مطرودة القريات”

  1. يقول قاسم البريكان:

    من ضمن مهام الكاتب البحث والاستقصاء للوصول للمعلومة الصحيحة من مصادرها والابتعاد عما يرد في وسائل التواصل الاجتماعي، لقد اعتقدت حينما بدأت قراءة مقالك انك ستأتي بما عجز عنه اهل الميديا وألCNN.. وغيرهم وهو انك يتجيب على السؤال المطروح( لماذا طردت هذة المرأة) وانك ستقوم بالاتصال بذوي العلاقة سواء بالذهاب الى مدينتها واجراء لقاء معها مصور وكذا مع المسؤولين عن هذا القرار لكي تتضح الحقيقة التي جرت.. فأعذرني اذا قلت لك يا اخ محمد ان ما كتبت عنه لم يجلِ شيئ مما علق بهذة القضية.،ولم يضيف شيئ للقضية.

  2. يقول احمد الحسين:

    بارك الله في قلمك وفطنة رأيك في التذكير ونصرة المحتاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *