الرأي , هواجيس

ماذا فعلت “كورونا”؟

طوال عقود والأمم المتحدة بكافة هيئاتها ومؤسساتها تعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل والمبادرات، تكبدت بذلك مئات الملايين إذا لم تكن المليارات من أجل حلول الاحتباس الحراري واتساع ثقب الأوزون ، وكذلك ارتفاع مستويات الكربون، ولا ننسى مدى محاربتها للبيوت الزراعية الزجاجية Green House لتسببها بارتفاع درجات الحرارة وكذلك نواتج المصانع في الدول الصناعية الكبرى. كل تلك المجهودات ولم يتحقق شيء يذكر.

في خلال ثلاثة أشهر منذ بدء جائحة كورونا توقف كل شيء تقريباً على مستوى العالم. التئم ثقب الأوزون. ونزلت معدلات درجات الحرارة بشكل ملموس ، والحديث عن حاضرة الدمام، 70 %  من أيام شهري أبريل ومايو سجلت درجات حرارة أقل من المعدل السنوي. أصبحت السماء أكثر نقاءًا عن ذي قبل. كل ذلك بتدبير العزيز القدير سبحانه.

أصبحنا نستمتع بطعام المنزل وتعودنا عليه. عدنا إلى طبيعتنا وأصبحنا عائلة نأكل سوياً كل وجباتنا. توقفنا عن مصروفات كمالية كثيرة منها – على سبيل المثال – تجديد المنازل قبيل العيد. تعلمنا الحلاقة في المنزل . الملل طوال ستين يوماً تحول لواقع يومي لكسر الروتين والرتابة. تخلصنا من كراكيب وعفش قديم مهمل في أسطح المنازل ومخازنها.

والحديث مستمر عن الفرصة الذهبية التي أُتيحت للبلديات وبعض الجهات الحكومية ذات العلاقة لصيانة المدينة ومرافقها. وكذلك الحدث الأجمل بانكشاف واقع العمالة المليونية المتكدسة دون لازم في وطننا وتنبه المسؤولين لها . متمنياً عليهم خفضها من 12.15 مليون إلى رقم معقول لا يتجاوز 20 ٪ من تعداد السعوديين. وكذلك تطور الحكومة الإلكترونية والعمل عن بعد والذي أسس لقاعدة جميلة عن واقع العمل لدينا لما بعد كورونا.

في بدايات الحظر.. كانت ولاتزال لدينا قصص نجاح لايكفينا فيها مقال لوزارة الصحة ومنسوبيها والقطاعات العسكرية كافة والبلديات والتجارة.. بحق لدينا جيش وطني كفء تصدى لجائحة كورونا بكل اقتدار وتلك تجربة راسخة وسوف نرويها للأجيال القادمة. تذكرت وصول طرد لي عبر إحدى الشركات المختصة. وكان التواصل عبر الرسائل وعندما وصلت السيارة أمام منزلي إذ هي لفتاة سعودية معها مالا يقل عن 30 إرسالية لتقوم بتوصيلها. ذُهلت في البداية وأقتنعت في النهاية بأن المملكة العربية السعودية لن يبنيها ويطورها سوى أبناؤها.. وتلك قناعتي الراسخة.

ختاماً.. بالرغم من سوء هذه الجائحة إلا أنها ساعدتنا وعلمتنا وبينت لنا.. أن لدينا والد عظيم وهو الملك سلمان – حفظه الله ورعاه وأمده بالعمر الطويل بثوب العافية الوارف – فالذي صنعه لنا.. لم يصنع من قبل ولن يصنع من بعده.. ولا ننس الأمير محمد بن سلمان ، ولي العهد الأمين – أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية – الذي يسابق الزمن ويتحدى الصعب ويصنع المستحيل من أجل الإنسان السعودي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *