الرأي , سواليف

الإهمال يعين الأجنبي على السعودي

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

أتمنى ألا يفهم أحد بأنني أتطرف ضد الأجنبي في المملكة عندما أطالب بتمكين الشباب السعوديين من ممارسة بعض الأعمال بدلا منهم . فما أطالب به هو الحد الأدنى لمساعدة المواطنين على كسب رزقهم في وطنهم . وحين أصدرت وزارة العمل عددا من القرارات التي تحصر بعض الوظائف للسعوديين ، هللنا وأمتدحنا تلك القرارات . وحينها اجتهدت لجان الرقابة والمتابعة خاصة في أسواق الخضار لتطبيقها على أرض الواقع ، قبل أن تتقاعس ويقل حماسها عن الرقابة ، إلى أن عادت الأمور كما كانت عليه في السابق حيث تتحكم جنسيات محددة فيما يباع ويشترى وبالأسعار التي يرونها .

من يتابع تلك الأسواق من لحظة الحراج حتى وصول الخضار والفواكه للمستهلك ، يدرك بأن المبالغ المتداولة نقدا تصل لمئات الآلاف من الريالات في السوق الواحد . ففي جدة وحدها أكثر من عشرة آلاف بين محل ومبسط لبيع الخضار والفواكه ، وقس على ذلك باقي المدن خاصة العاصمة الرياض .

لقد كتبت من قبل عن سوق الخضار المركزي وأحواله المزرية حتى اعتبروني مستفزا لأمانة المنطقة ، ناهيك عن التحكم الكامل للعمالة الأجنبية في كل مفاصل السوق . ومع ذلك لا يتغير شيئا من ذلك الحال المائل . وما ينطبق على الدمام ينطبق على حلقات الخضار والفواكه في بقية مناطق المملكة . والسؤال … لماذا تقاعست كل الجهات المعنية وفي مقدمتها الأمانات والبلديات عن دورها في منع الأجانب بشكل كامل وبقوة النظام !؟ إذا كان لدى تلك الجهات تعليمات غير التي نعلمها فليخبروننا بها ، أما إذا لم تتغير الأنظمة فمن حقنا أن نلومهم ونعتب عليهم ونطالب بمحاسبتهم حماية للمواطنين السعوديين الذين يحاولون العمل في تلك الأسواق دون جدوى .

لقد ” لمت ” يوم أمس بعض شبابنا الذين يرضون بالفتات نهاية كل شهر ، واليوم ألوم تلك الجهات التي لم تقف مع المواطنين لإنتزاع هذا النشاط بالكامل من تسلط تلك الجنسيات المتماسكة . فهل من مجيب !؟ ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *