الرأي , سواليف

الإنفلات في أيام الفعاليات

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

في ظل التزاحم وتواجد عشرات الآلاف من الجماهير الحاضرة لمتابعة برامج وفعاليات موسم الرياض ، لا نستبعد وجود بعض التجاوزات . فالحضور يمثل شرائح مختلفة من الناس . منها المتعلم ومنها الجاهل ، منها المؤدب والمتربي ومنها الفوضوي المتمرد على أخلاقيات أهله ومجتمعه ووطنه . هذا الكلام لا يبرر تجاوز بعض الحضور لضوابط الذوق االعام الذي سبق وأن صدرت القرارات السامية بأعتمادها . ولعل الإعلان عن القبض على 24 متهما إثر قيام مجموعة من الأشخاص بالتحرش بعدد من حضور إحدى الفعاليات المقامة في الرياض ، وكذلك القبض على تسع فتيات لم يلتزمن بتلك الضوابط والتعليمات ، وتجاوزن حدود الأدب وإحترام المكان العام الذي تواجدن فيه ، لأكبر دليل على أن تفكيك العقد التي كانت مسيطرة على مجتمعنا طيلة أربعة عقود ، لا يعني أبدا السكوت عمن يحاول التمرد على الآداب العامة لفرض أمر واقع على الناس . فنحن في دولة قانون ، ولدينا ضوابط لتطبيقه بحق من يتجاوزه ، سواء أكان رجلا أم إمرأة ، كبيرا أم صغيرا ، أجنبيا أم مواطنا . فالقانون هو الذي يحدد من تجاوزه ، كي يحال للجهات الأمنية والعدلية لإتخاذ العقاب المناسب بحقه .

كلنا يعلم بأن المملكة تتعرض لموجة من الإساءات والتصيد لأي خطأ مهما كان صغيرا . كما أننا لا يمكن تجاهل بعض المؤدلجين الذين يرفضون أي تجديد في حياة الناس من خلال تلك الفعاليات . وهي أمور تدفعنا للشك بأن من يقوم بمثل تلك التصرفات الرعناء ، إما أنهم منفذون لأجندات خاريجية يهمها تشويه صورة المجتمع السعودي وخاصة النساء السعوديات ، أو أنهم جهلة لا يقدرون خطورة ما يقومون به من أعمال تافهة لا يقبلها المجتمع السعودي . وأقول جازما بأن غالبيتكم قد وصلته مقاطع عبر الواتساب ، يقول مرسلوها الأساسيون بأنها من فعاليات موسم الرياض ، بينما هي في الحقيقة مقاطع سجلت خارج المملكة وفي مناسبات سابقة . ورغم أنني قد أشرت لبعض التجاوزات التي حدثت في إحدى الفعاليات ، والتي دفعت الجهات الرسمية للتعامل معها بقوة القانون ، إلا أن الكثير من تلك المقاطع هي في الحقيقة ليست مرتبطة بفعاليات موسم الرياض . ونصيحتي لكم بألا تساهموا من حيث لا تعلمون للترويج لتلك المقاطع .

وللذين يعتقدون بأنهم قادرون عللى إيقاف مثل هذه الفعاليات التي نقلت مجتمعنا من عالم مظلم حزين إلى عالم متفتح سعيد ، لهم أقول أنه إذا كان هناك من يقطع إشارة المرور فالحل ليس بإيقاف قيادة السيارات ، بل الحل معاقبة من يرتكب ذلك الجرم الخطير وفق القانون .

القبض على النساء التسع بداية سعيدة لمن يريد فرحا دون تجاوزات . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *