الرأي , سواليف

الموظف الحكومي والقطاع الخاص

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

لم يستبعد مجلس الشورى فكرة السماح لموظفي الدولة “القطاع العام”  بالعمل بشكل مباشر أو غير مباشر في القطاع الخاص ، والذي يتطلب تعديل المادة 13 من نظام الخدمة المدنية الصادر بالمرسوم الملكي والمعمول به منذ عام 1397 ، أي قبل 44 سنة . فبعد مناقشة مستفيضة حول هذا المقترح ، رأى المجلس في نهاية المناقشة منح اللجنة المعنية بدراسة المقترح مزيداً من الوقت لدراسة ما طرحه الأعضاء من آراء ومقترحات ، والعودة بوجهة نظرها إلى المجلس في جلسة قادمة . مما يعني أن المقترح لا يزال قائماً .

ربما يرى أعضاء مجلس الشورى أن السماح لموظفي الدولة بتأسيس أعمالهم الخاصة ، أو الدخول في تأسيس الشركات ، أو العمل بها ، أو المشاركة في عضوية بعض مجالس الشركات ، فيه نوع من تحسين الأوضاع المالية لموظفي القطاع العام . لكن وجهة النظر هذه تتجاهل الأرقام المخيفة لأعداد الباحثين عن فرص العمل في أي قطاع وبأي أجر . فكلنا نعلم أرقام البطالة التي تعاني منها شرائح كبيرة من الشباب السعودي من الجنسين . فإذا كان الموظف العام يتمتع بوظيفته وبراتبه الشهري المضمون بغض النظر عن مقداره ، فما الذي يدفع المجلس للتوصية بالسماح له بخطف فرصة قد يستفيد منها شاب آخر تخرج من جامعته وبقي في منزله بلا وظيفة ينتظر المساعدة من والده !! .

صحيح أنني لا أملك أي معلومة عن الدراسة التي أعدتها تلك اللجنة ، أو المبررات التي رأتها مناسبة لدعم فكرة تعديل تلك المادة ، إلا أن المنطق يؤكد خطورة إقرار التعديل ؛ لما له من تبعيات خطيرة على قضية البطالة التي تعاني منها شريحة كبيرة من الشباب .

الوظيفة الحكومية مطلوبة من معظم فئات المجتمع ؛ لكثرة مغرياتها . فهي وظيفة مضمونة ، وذات دخل مستمر ، وساعات عمل مريحة ، وإجازات سنوية مرنة ومتعددة . أي أنها وظيفة لا تحتاج إلى مزيد من الإغراءات والحوافز . مما يجعل البحث والمناقشة حول التعديل أمراً غريباً وغير منطقي .

أمام مجلس الشورى قضية البطالة التي تشكل هاجساً خطيراً على كل بيت ، وتمثل تحدياً للمجلس الذي لم نر منه حلولاً لها ، فليته يركز عليها ويترك المادة 13 على طمام المرحوم . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *