الرأي

يا خوفي من آخر المشوار !!

بدر الصقري

كاتب صحفي وناقد رياضي

بمجرد إعلان تزكية ياسر المسحل رئيساً لاتحاد القدم هلل الرياضيون وباركو لأبي سلمان ، ووشحوه بعبارات ومدائح أخالها في مكانها ، وكان هناك ثمة إجماع على أنه ضالة الكرسي الساخن الذي تناوب على رئاسته في عام واحد أربعة رؤساء ، في مشهد يعكس حالة الفوضى التي كنا نعيشها على الصعيد الإداري آنذاك!!

لم أركب موجة الثناء التي لازمت تسمية المسحل رئيساً للاتحاد ، فقد اكتفيت وقتها برسالة نصية عبر هاتفي المحمول دعوت له بالعون والتوفيق والسداد ، وأخفيت بداخلي حجم تخوفي من مهمة كهذه وتوقيت أيضاً كهذا .

ياسر – على الصعيد الشخصي – يمتلك كاريزما محببة إلى النفس حيث التواضع ودماثة الخلق ، ولا غرابة في ذلك فهو سليل أسرة عريقة عرفت بالخير والتواضع والأخلاق الفاضلة ، وعلى الصعيد العملي والمهني يعد واحداً من أهم الأسماء المحلية التي شقت طريقها بخطىً واثقة حتى وصل إلى مناصب قارية ودوليةمرموقة هو أهلُُ لها .

اليوم وقد أضحى المسحل رئيساً للاتحاد ، وبدأت بوادر العمل تظهر تباعاً ، من حقنا عليه أن يستمع لنا ، ومن حقه علينا أن نكون أكثر صدقاً ووضوحاً معه، فالهدف واحد والغاية مشتركة، فما بين إتحاد القدم والإعلام الرياضي الصادق أكبر بكثير من مجرد حرف عابث أو مصلحة متقاطعة.

من حق المسحل علينا أن نحذره من الآن وقبل فوات الأوان ، بأن الضعف والمسايسة وجبر الخواطر قد تجعل منه (عيداً) آخر ، وأن الرضا والقبول في التدخل بعمله قد تعيدنا إلى المربع الأول ويكون صورة بالكربون من (عزت وقصي ولؤي) مع كامل الحب والتقدير لهم كأشخاص ، ولكنني هنا أتحدث عن العمل لا غير .

يابو سلمان ؛ خذها نصيحة من أخ محب ومشفق (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب) ، وإن لم تكشر عن أنيابك مبكراً ، ويعلو صوتك فوق الجميع بلا استثناء ، فستكون حقبتك التي استبشر بها الجميع مثيرة للشفقة والسخرية في آنٍ واحد!!

تعلم جيداً ما أقصده وما أعنيه ، وإن خانك الذكاء وخذلتك الخبرة فيمكنك الاستعانة بصديق ، وياله من صديق وشقيق سبقك في العمل الإداري والرياضي ووقف بوجه كل من حاول التدخل بعمله كائناً من كان .

بوادر الضعف لاحت في الأفق ، والتدخلات بعمل اللجان في الاتحاد أصبحت رأي العين ، إما أن تكون حازماً جازماً وسيسجلها التاريخ لك بمداد من ذهب ، وإما أن تكون كغيرك ممن سبقك وتطأطئ رأسك وتترك الحبل على الغارب ، يعني من الآخر (لا تهش ولا تنش) وهذه طامة كبرى لا تليق بك ولا بالمرحلة المختلفة التي تشهدها الدولة ، والرياضة وكرة القدم تحديداً ليست منها ببعيد !!

التجارب السابقة يجب أن تستفيد منها ، وألا تكرر أخطاؤها ، أذكرك بفترة طيب الذكر (عيد) كان مؤهلاً وخبيراً بدرجة (بروف) ولكنه لم يستطع مقاومة أصوات الأندية ونفوذ بعض الرؤساء ، لدرجة وصل الاتحاد وقتها لمرحلة من الضعف والهوان جعلت منه الحلقة الأضعف على الإطلاق.

عزيزي ياسر : قبل أن أسدل الستار على هذه الأحرف ، صدقني أنا وغيري الكثير نتمنى لك التوفيق ولكن ليال العيد تبان من عصاريها ، إن رأيتها أحرفاً صادقة لا تبحث عن منفعة ولا مصلحة فعليك أن تأخذها بعين الإعتبار فالسعيد من وعظ بغيره ، وإن رأيتها غير ذلك فالأمر لك أيضاً ولكن (آه يا خوفي من آخر المشوار) .

قبل الطباعة

الحرف للأمير الشاعر : عبيد العلي الرشيد
اضرب على الكايد لا صرت بحلان
وعند الولي وصل الرشا و انقطاعه
اما تجي بعقود لولو ومرجان
ولا فهي لابليس يطير بشعاعه

‏@BAlsagry999

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *