“الجزيرة”.. قناة “الفتنة” التي لا يطهرها الاغتسال سبع مرّات

«ميليشيا» إعلامية، يقوم عليها مرتزقة من كل حدب وصوب ـ بالتأكيد سيهربون أو يتنصلون عندما تقع عليهم الدائرة ـ يمارسون عقدهم الذاتية، ولا يبحثون سوى عن أرصدتهم المالية، يتجاوزون كل الخطوط الحمراء أخلاقيًا ودينيًا وإنسانيًا، ليثبتوا جدارتهم بأن يكونوا «كلاب صيد» تحرس حظيرة الراعي لتضمن له بقاء حيواناته..

بات واضحًا للعيان، أن قناة “جزيرة” شرق سلوى، أصبحت تمثل حالة خاصة جدًا في الإعلام “العربي، من حيث ريبتها، أو منهجها، أو أهدافها الخبيثة التي تعمل عليها وتجند مرتزقتها لتنفيذها، وقبل كل ذلك أجندة القائمين عليها.

من يتابع قناة “الجزيرة” منذ نشأتها، يجد أنها أكثر من ظاهرة مؤسفة، بدأت بشعارات براقة تخفي المضمون الأخبث، وانتهت بتحولها إلى “ميليشيا” إعلامية لا تقل في إرهابها “الإعلامي” عن الإرهاب “الدموي” الذي تحتضن بلادها قادته، مرورًا بكل صفقاتها المخزية مع تنظيمات الإرهاب الرئيسة في العالم.. من “القاعدة” وطالبان و”داعش” وغيرها، دون أن ننسى بالطبع حاضنته الرئيسة والأم، جماعة “الإخوان” الإرهابية، التي فتحت لها “الجزيرة” كل منابرها واستديوهاتها للترويج لهم، وتبني فكر تنظيمهم الدولي.. لهذا لم يكن غريبًا لنفهم توجه هذه القناة، أن نرى حاكم جزيرة شرق سلوى بنفسه، يقبل رأس مفتي الإرهاب الأول يوسف القرضاوي، كما في الصورة الشهيرة.

“جزيرة” شرق سلوى، باتت مفضوحة، أجندتها في إثارة الفوضى وتشجيع الانفلات باستراتيجية “الرأي والرأي الآخر”، وتبني كل ما هو ضد استقرار الدول ومؤسساتها، أصبحت مخجلة لكل ذي ضمير مهني، أو لكل مدعي عروبة أو انتماء، مع الأسف كل هذا لم يأت من فراغ؛ لأن دويلتها نفسها ـ بشكل إدارتها الراهن ـ أصبحت النموذج الأبرز لمفهوم “الخسة” و”النذالة” في التعامل مع الأشقاء التاريخيين في منطقة الخليج، قبل أن تلعب دور “المملوك جابر” الخياني مع غالبية دول الإقليم في الشرق الأوسط.

“الجزيرة” التي طالما تشدقت بمساندة “المقاومة”، هي ذاتها التي أدخلت على شاشاتها شخصيات الكيان الصهيوني إلى بيوتنا حتى صار أمرًا اعتياديًا، قبل أن يصبحوا زوارًا طبيعيين يتم استقبالهم في “شرق سلوى” بالترحاب ومن قبل كل محدثي المسؤولية في قطر.

“الجزيرة” التي تطلق خريجي زرائبها الإعلامية، في محاولة مفضوحة للنيل من الدول العربية الرئيسة والتاريخية وفي مقدمتها المملكة ومصر والإمارات مثلًا، تخرس تمامًا عن تناول أي شأن داخلي قطري، لنجد أن تلك الأبواق والألسن التي تقيم الدنيا ولا تقعدها بأي شأن عربي، تتجاهل تمامًا الانبطاح القطري المتوالي، الذي جعل من بلد خليجي وعربي “شقيق” ساحة احتلال إيراني تركي، يمارس فيه جنود هذا الاحتلال أبشع أنواع الفوقية حتى ضد المواطن القطري نفسه المغلوب على أمره.

ربما كان مجمل لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ”تميم” قطر، بل زيارته الأخيرة واستقباله في أحد مواقف السيارات، والكلمات المتبادلة، نموذجًا للمهانة والتبعية التي وصل إليها هذا النظام “الصبياني” غير الراشد إطلاقًا في تعاملاته السياسية وحتى الدبلوماسية.. رغم أن هذا لا يعنينا كثيرًا.

ما يعنينا أن نرى “ميليشيا” إعلامية، يقوم عليها مرتزقة من كل حدب وصوب ـ بالتأكيد سيهربون أو يتنصلون عندما تقع عليهم الدائرة ـ يمارسون عقدهم الذاتية، ولا يبحثون سوى عن أرصدتهم المالية، يتجاوزون كل الخطوط الحمراء أخلاقيًا ودينيًا وإنسانيًا، ليثبتوا جدارتهم بأن يكونوا “كلاب صيد” تحرس حظيرة الراعي لتضمن له بقاء حيواناته، العيب ليس على كلاب الصيد، التي لا تبحث سوى عن أجرها كـ”نائحة”، ولكن على من سمح بهذا الأسلوب القميء، الذي أساء إلى مهنة الإعلام عمومًا.

نحن في المملكة تعودنا على سماع “نباحهم” كثيرًا، خاصة “الجزيرة” وأذرعها الإلكترونية على منصات التواصل مع ميليشيات جماعات الإرهاب والتكفير، التي تهدف إلى تحويل الزيف إلى حقائق، للنيل منا وتشويه شعبنا وقياداتنا، ولقد أظهرت الأشهر والسنوات الأخيرة أن فشلهم الذريع على يد المواطن السعودي، الذي حمل منصة الدفاع عن وطنه ونفسه، فاق كل الحسابات.

باختصار.. “الجزيرة” قناة فتنة.. مثل دويلتها، دويلة فتنة.. مثل قادتها، قادة فتنة، وهذه حقيقتهم التي لن يتطهروا منها، ولو بالاغتسال سبع مرات!

محمد الوعيل

نقلاً عن (الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *