الرأي , سواليف

الطمباخية الكويتية

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

كرة القدم فوز وخسارة .. فإن فزنا في مباراتنا غداً أمام المنتخب القطري أو خسرنا – لا سمح الله – فالأمر لا يخرج عن مفهومنا لكرة القدم كأي منافسة رياضية ، وعندما أكتب اليوم عن الأخوة في الكويت ، وما فعلوه بعد فوزهم على منتخبنا في المباراة الأولى ، من تجاوزات وتصغير لمنتخبنا ولكرتنا ولنجومنا ولتاريخ رياضتنا ، وما شاهدناه من مقاطع مليئة بالتعالي والاستهزاء والتطاول علينا ، فإنني أكتب لا شماتة بمنتخبهم ولا بأولئك المتجاوزين في تلك المقاطع ، بل لأقول لهم جميعا : لقد بلغ السيل الزبى ، وإن الصبر قد نفد ، ولعل هاشتاق “الطمباخية” ، والذي أطلقه بعض السعوديين كردة فعل على تجاوزات البعض منكم ، ينذر بخطر نحن كسعوديين وكويتيين في غنى عنه ، وإذا كنتم لا تدركون خطورة التجاوزات التي تخرج من  مذيعي “بع ” قنواتكم ، فما عليكم إلا متابعة ما جاء في ذلك الهاشتاق ، الذي ربما استغله آخرون لبث الفتنة ما بيننا وبينكم ، فالكرة السعودية التي تستصغرونها ، هي التي لعبت نهائي كأس آسيا خمس مرات وحققت الكأس ثلاث مرات ، وتأهلت لكأس العالم خمس مرات منها أربع مرات متتالية ، غير البطولات العربية والآفروآسيوية والخليجية .

لقد حذرت – شخصياً – من قيام مقدم برنامج رياضي كويتي في إقحام الشأن الرياضي السعودي في برنامجه ، وتمنيت عليه ألا يحرج نفسه ويحرج من يستضيفهم ، وأن  يبتعد عن هذا “الخوض” الهمجي في شأن رياضي سعودي ، ولكنه وبدلا من ذلك ، ورغبة منه في كسب بعض المتابعين من السذج ، واصل تجاوزاته وتدخله في الشأن الرياضي السعودي ، متناسياً أن لدينا العديد من البرامج الرياضية التي كان يمكنها تحجيمه وإحراجه أمام مسؤولي قناته ، لكنها ترفعت عن الخوض في مثل تلك التجاوزات تقديراً للعلاقات بين الأشقاء .

ربما لا تدركون مدى غضب الشارع السعودي (الرياضي وغير الرياضي) من تصرفات بعض إعلامييكم ، ومن كلام بعض جماهيركم والتي لم تُبق شيئاً من التعالي علينا وعلى كرتنا ومنتخبنا إلا قالته ، رغم أنكم قبل غيركم تدركون مدى احترام السعوديين لكم ، ولتاريخكم في دورات الخليج ، ولنجومكم ، ولثقافتكم ، ولفنونكم ..  فلماذا إذن لا تقابلون الاحترام بالاحترام والتقدير بالتقدير ؟! . لا يخفى عليكم قوة الشارع الرياضي السعودي ، وهو قادر – بلا شك – على الدخول في مهاترات خطيرة قد تتجاوز حدودها الرياضية ، وما ظهر في أكثر من هاشتاق يؤكد لكم ذلك . فأوقفوا الشر من بدايته ، ولا تساهموا في إشعال فتنة تتجاوز التنافس الكروي المعروف منذ سنوات طويلة .

كأس الخليج هي بطولة تجمعنا ولا تفرقنا . أما فنياً فلم تعد لها قيمة لدينا في ظل التنافس القاري والعالمي الذي نطمح إليه عكس طموحاتكم . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *