الرأي , سواليف

ثلاثي الذهب الاتفاقي

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

جرت العادة ألا أكتب في يوم الجمعة ، ولكن لأجل خاطر الاتفاقين ، الذين تربطني بهم علاقات قوية وذات جذور عميقة ، وتقديراً للشيخ بندر العتيبي الذي دعاني لحضور الأمسية الاتفاقية ، لكنني نسيت الموعد ولم أتذكره إلا بعد أن شاهدت التغريدات عن تلك الأمسية ، ربما بسبب “قلة” حيلتي في التعامل مع الأجهزة الذكية ، متمنياً عليه قبول اعتذاري …. لأجله ولأجل الاتفاق ، قررت كتابة هذا المقال .

عندما شاهدت صورة الثلاثي التاريخي (حسب العمر !!!): خليل الزياني .. هلال الطويرقي .. وعبدالعزيز الدوسري ، تذكرت الأيام الجميلة لهذا النادي الذي شرّف الكرة السعودية . لا أعتقد أن هناك من يختلف على أن هذا الثلاثي هم العصب الرئيس لكل البطولات الاتفاقية الداخلية والخارجية . كما تذكرت أول بطولة خارجية أعلق عليها ، وهي بطولة الأندية العربية التي أقيمت في الشارقة ، وحقق الاتفاق بطولتها لتكون بالنسبة لي فأل خير وفاتحة لي في مشواري التعليقي ، حيث علّقت بعدها مباشرة على بطولة الأمم الآسيوية في الدوحة 88 والتي فاز ببطولتها منتخبنا الوطني .

لا زالت تلك الذكريات مع هذا الثلاثي عالقة في ذهني . لم أكن أتصور أنني سأرى الاتفاق بعيداً عن هذه الشخصيات الكبيرة . لكن وبسبب بعض الظروف التي عاشها الاتفاق في السنوات الأخيرة ، تفكك المثلث الذهبي فترنح الاتفاق وكاد يهبط للدرجة الأولى ، ولا يزال حتى اللحظة يعاني ولا ينافس . فمع كل التقدير والاحترام لجميع الاتفاقيين الذين حاولوا من بعد هذا الثلاثي ، إلا أن الاتفاق اليوم ليس هو اتفاق الأمس . هذه حقيقة يجب ألا تغضب أحداً من محبي هذا النادي العريق .

من خلال بعض اللقطات التي وصلتني ، وما نقله لي بعض الحضور ، فقد كان الحفل متميزاً ، وكانت الكلمات التي ألقيت مؤثرة جداً ، لكنها كانت بلسماً للمواقف السلبية من بعض الأطراف والتي هزّت الكيان الاتفاقي ، خاصة وأنها خرجت للعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وهو الأمر الذي لم يتعود عليه الاتفاقيون . وأجزم بأن ما شاهدته من لغة تسامح ، وابتسامات فرح ، ودموع ندم ، كانت أكبر من كل تلك الخلافات التي ندعو الله ألا تعود للبيت “العود” .

بارك الله في خطواتكم ، وخاصة تلك المتعلقة بمبادرة شراء منزل للاعب الاتفاقي السابق محمد بوحيدر . والشكر للشيخ بندر العتيبي الذي جمعكم على الخير والمحبة والاحترام ، ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *