الرأي , سواليف

فترينات الملابس الداخلية

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

لا أحبذ المبالغة وأقول إن فترينات محلات الملابس الداخلية للنساء في أوروبا لا تعرض بضاعتها بشكل مطلق في واجهات محلاتها في المجمعات التجارية . لكنني ومن خلال سفرياتي شرقاً وغرباً ، أقول إن هناك تحفظات على طريقة عرض تلك الملابس لما لها من خصوصية قد تخدش الحياء . يحدث هذا رغم أن تلك الدول لا تعترف بخصوصية أحد ولا تلتزم بالمعايير الأخلاقية التي نلتزم بها أو نلزم بها أنفسنا احتراماً للآخرين . لكن من يزور معظم مجمعاتنا التجارية الكبرى ، والتي تحتوي على محلات لشركات وماركات عالمية متخصصة في بيع الملابس الداخلية وملابس النوم للسيدات ، يصاب بخيبة أمل ، ويشعر بخجل شديد خاصة إذا كان مرافقاً لزوجته أو لبناته أو مع قريباته المراهقات .

بعض تلك المحلات تتفنن في عرض تلك الملابس ، لدرجة أن الهدف التسويقي يتحول إلى هدف إغراء وتشويق وهذا مكمن الخطورة . فمهما حاولنا تقديم أنفسنا على أننا منفتحين ولسنا معقدين ، إلا أنه من الصعب تقبل التوقف أو حتى المرور أمام تلك المحلات وهي تعرض الملابس الداخلية بألوان متعددة وبطريقة ” فجة ” لا تليق بمجتمع يعرف العيب ولا يقبله .
لا يختلف الأمر في ذلك مع عرض ملابس النوم الشفافة على المانيكان في الوقت الذي لا تجرأ فيه الأم عن لبسها أمام أبنتها أو إبنها وهم داخل بيتهم ، فما بالكم وهي تعرض على عينك يا تاجر على الفترينات في مكان عام بلا حياء أو خجل !!؟

نحن نتحدث عن الذوق العام ، ونبارك بدء تطبيقه على الجميع ، لكننا نغفل عن إضافة عرض الملابس الداخلية وملابس النوم في الفترينات لقائمة مخالفة الذوق العام . فما يحدث في تلك المحلات يعتبر قلة حياء ومعيب وتصرف غير مقبول وتجاهلاً لحقوق العامة باعتبار المجمعات مكاناً عاماً يرتاده عامة الناس . وحتى لو أخذن الأمر من الناحية التسويقية ، فإنها فكرة فاشلة وذات مردود سلبي . فمن المستحيل أن تقف الفتيات والسيدات أمام هذه المحال للفرجة بسبب حرجهن من مرور الرجال بالقرب منهم .

اتمنى على وزارة التجارة التحرك لوضع ضوابط لهذه الظاهرة ، بحيث تضمن الحفاظ على خصوصية ذلك النشاط وبما لا يضر بأصحاب تلك المحال . ولكم تحياتي

ردان على “فترينات الملابس الداخلية”

  1. يقول الدولي المحنك:

    كلام يستحق الاعجاب لك شكرا علي الطرح الممتاز

  2. يقول Hilaaj0ba@gmail.com:

    الله يجزاك خير اخي محمد علي هذا التوضيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *