الرأي , سواليف

فرحة وطن.. فرحة بلا حدود

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

أيام جميلة ورائعة مرت علينا ونحن نحتفل باليوم الوطني وبالذكرى التاسعة والثمانون لتاسيس المملكة العربية السعودية . هذه الذكرى التي استنلهمنا منها إرثا عظيما كله عمق وأصالة وشجاعة . ذكرى تجسد مدى التغيير الذي أحدثته هذه المملكة في الجزيرة العربية وفي محيطها وعمقيها العربي والإسلامي . بل وما أحدثته من نقلة كبيرة في ترسيخ مكانة هذين العمقين في خارطة العالم بأسره بمختلف دوله وقاراته .

احتفالاتنا هذه السنة كانت مختلفة جدا ، واكبت ما تشهده المملكة من أجواء الفرح والبهجة . فرغم ما تواجهه المملكة من مؤامرات وتحديات ودسائس ، ورغم ما تشهده منطقة الخليج من تصعيد خطير ، إلا أن حكومتنا الرشيدة وجهت بأن تكون الأفراح في كل شبر من هذه الأرض الطيبة المباركة . ولقد عبر الأطفال الصغار والشباب والشابات والآباء والأمهات عن فرحتهم العارمة بهذه الذكرى المجيدة ، بل ولم يفوت عدد من المقيمين في مملكتنا الحبيبة وكذلك الأشقاء في البحرين والأمارت والكويت ومصر العروبة ، لم يفوتوا هذه الفرصة فشاركونا فرحتنا وعبروا عن مشاعرهم دون أن يطلب منهم أحد .

لعلني أتوقف عند مشاركة الأطفال هذه الفرحة لأعتبرها أجمل وأقوى مبادرة عائلية تجاه أطفالنا . فكما يقول المثل العلم في الصغر كالنقش في الحجر . فالطفل عندما نزرع فيه فرحة الإحتفال بوطنه ، فإنه يظل ينتظر هذه المناسبة كل عام حتى تصبح عادة متأصلة في نفسه مهما كبر . وهذا ما جعلني أفرح وأبتسم كلما شاهدت مقطعا لطفل يعبر بكل براءة عن حبه لوطنه ولقيادته .

ولعلني ثانية أعبر بكل صدق عن إعجابي باحتفالات منطقة عسير باليوم الوطني المجيد ، لأنها جسدت معنى الوطنية ما بين المواطن العادي وقواته المسلحة بكل قطاعاتها من خلال مسيرة رائعة أصطف فيها المواطنون لتحية جنودنا البواسل ، وهم الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن وحماية لترابه .

ولعلني مرة ثالثة أعبر فيها عن تقديري للهيئة العامة للترفيه وخاصة لمعالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارتها والذي نجح باقتدار في ترجمة توجيهات سمو سيدي ولي العهد وفق رؤية المملكة 2030 لنشر الفرح والسرور وتنويع الفعاليات من حيث نوعها ومحتواها ، ومن حيث توزيعها على كافة مدن المملكة .

المستشار ” أبو ناصر ” حيرني كما حير غيري لأنني لا أعرف متى ينام ، فهو متواجد على وسائل التواصل الإجتماعي في أول الليل وآخره وفي الفجر وفي الصباح والمساء . وهو يتابع كل ما يكتب عن الترفيه ويتجاوب مع كل مقترح أو مبادرة يرى فيها إضافة لإسعاد المواطنين . فشجع الأطفال والشباب ونجح في جعلهم شركاء في صنع الفرح في أرجاء الوطن . ومع علمي ويقيني بأن هناك من يتصيد أي خطأ يبدر منه ، إلا أنه يرد الحجة بالحجة خاصة وأن الهيئة التي يرأس مجلس إدارتها لم تجبر أحدا لحضور أي حفل غنائي أو عرض مسرحي أو فعالية من فعاليات هذا اليوم المجيد .

لقد عاشت فعلا المملكة أياما لا تنسى ، وجسد المواطنون معنى الوطنية من خلال مشاركاتهم وحضورهم للفعاليات حيث غصت جميع المواقع والطرقات بالناس ، وخرج الجميع ليشاركوا في إحتفالات وطنهم .

بقيت نقطة واحدة وهي أن هناك من أراد تعكير صفو إحتفالاتنا من خلال إحداث الفوضى وإزعاج الناس بحجة أنه يريد التعبير عن فرحه . ولولا يقظة رجال الأمن والدوريات لحدث ما لا يحمد عقباه . هذه النوعية من الشباب الفوضويين والذين لم يجدوا من يربيهم على إحترام حقوق الآخرين ، لم ولن يمنعوننا أبدا عن المشاركة والإحتفال والفرح بذكرى تأسيس وطننا الغالي ، العالي في كل شيء . كل عام ومملكتنا وقيادتنا وشعبنا بألف خير ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *