سواليف
صرخة قرب الكعبة… ورجل أمن يضع حياته جسراً لإنقاذ أخرى
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بدأ المشهد بصرخات مكتومة ارتفعت من أفواه النساء ومن حولهن حين رأين رجلاً يلقي بنفسه من علو شاهق داخل الحرم المكي الشريف ، قريباً من الكعبة المشرفة. لحظات خاطفة اختلط فيها الدعاء بالذهول ، والعيون تتابع جسداً يهبط بسرعة مرعبة نحو الأرض، وقوة ارتطام متوقعة لا تُبقي لصاحبها فرصة نجاة ، بل تهدّد من حوله أيضاً بالأذى .
في تلك الثواني الفاصلة بين الحياة والموت ، تقدّم رجل الأمن ريان سعيد العسيري بلا تردّد . لم يحسب المسافات ولا الإصابات المحتملة ، وإنما اندفع بدافع واجبه الإنساني أولاً قبل النظامي ، ليتلقّى الساقط بين يديه محاولاً امتصاص قوة الارتطام قدر المستطاع . كانت المخاطرة بحياته حاضرة بكل تفاصيلها ، فالسقوط من هذا الارتفاع كفيل بأن يجعل المُنقِذ ضحيةً مثل المُنقَذ … ومع ذلك فعلها .
الحادثة بما تحمله من ألم ، وفي أقدس بقاع الأرض ، تذكّرنا بأن خلف مثل هذه المحاولات قصص معاناة قاسية ، لكنها — مع ذلك — لا تبرر الفعل ولا تلغي حرمة النفس ولا قدسية المكان .
وفي الختام ، ليس من العدل أن يتسابق البعض إلى تضخيم أي موقف يكون طرفه رجل أمن إن حدث سوء فهم مع حاج أو معتمر ، ثم يصمتون حين يضع أحدهم حياته على كفّه لينقذ روحاً على شفا الهلاك . العدالة الأخلاقية تقتضي أن يُذكر فعل البطولة كما يُذكر سوء الفهم ، وأن تُرفع القبعة لمن جعل جسده سدّاً بين إنسانٍ يائسٍ والأرض .
تحية تقدير لكل رجل أمن يرى في الناس أهله ، وفي الواجب حياة ، وفي المخاطرة بنفسه سبيلاً لحماية الآخرين . ولكم تحياتي
