الرأي , سواليف

السعوديون الكسالى

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

رغم أن الشباب السعودي نجح في إثبات نفسه عندما تتاح له فرصة الحصول على الوظيفة ، إلا أن هناك فئة أخرى من شبابنا وللأسف الشديد مستهترة وغير مبالية عندما يبحثون عن مبررات لبقاءهم في منازلهم . لا أقصد أن كل من لم يحصل على وظيفة هو مستهتر أو غير مبال ، بل أقصد أولئك الذين يحبذون الحصول على مكافأة شهرية وهم ” خامدون ” ، سواء كانت تلك المكافأة من الدولة ، أو من بعض الشركات التي تسجلهم برواتب ضعيفة لتغطية المطلوب منها للسعودة . أي ما يسمى بالسعودة الوهمية . هؤلاء لا يبالون إن هم ساهموا وبشكل كبير في إضاعة الفرصة على أخوانهم السعوديين الذين يبحثون عن وظيفة في أي مجال .
أوضاع هؤلاء ” الكسالى ” ، تنعكس على سمعة الشباب السعودي الشغوف للعمل ، وتؤيد الفكرة التي يحاول البعض من أصحاب الشركات ومسؤولي التوظيف من الأجانب ترويجها بأن الشباب السعودي غير مؤهل للعمل وتحمل مسؤولية الوظيفة . وهم أيضا يسيئون لأنفسهم أمام عائلاتهم ، حين يقضون سهرا ، وينامون النهار حتى آخره . هذه ليست رجولة ، وأبعد ما تكون عن كرامة الإنسان . فأي رجل يقبل أن يبقى في البيت منتظرا مكافأة آخر الشهر ترمى له كما لو كان متسولا !!.
أعترف بأن الحصول على الوظيفة أمر في غاية الصعوبة ، لكن هناك ألف طريقة للحصول على ” مهنة ” . فالسوق عن بكرة أبيه مليئ بالفرص ، وهناك عشرات المهن تم حصرها على المواطنين السعوديين مثل البيع في المحلات أو الهواتف وإصلاحها ، وغيرها من الوظائف التي لا تحتاج إلى خبرة طويلة . فالشاب الجاد الذي يبحث عن حياة كريمة لا يقبل أن يكون خاملا كسولا لا يفيد نفسه أو يخطط لمستقبله .
في سوق الخضار المركزي الذي أزوره كل أسبوع ، أتعجب من حجم حركة البيع بالجملة أو بالتجزئة ، وكمية المبالغ المتداولة جراء ذلك ، وليس بينهم سعودي إلا فيما ندر . فلماذا لا تتحرك البلديات ووزارة التجارة والجهات الأمنية بتمكين الشباب السعودي من العمل في هذا المجال بدلا من ترك الأجانب يتحكمون في السوق ويتداولون مئات الآلاف من الريالات يوميا في كل سوق من أسواق المملكة خاصة وأن هناك قرارات ملزمة !؟ هذه الأعمال بالتأكيد أحفظ لكرامة الشاب ، وأكثر دخلا له ، وأشرف من أن يحصل على فتات من إحدى الشركات التي تستغله لسد فجوة السعودة . ففي أمريكا وأوربا وكل دول العالم ، فإن من يقوم بمثل هذه المهن ، هم من أبناء تلك الدول ، فليس عيبا أن يمتهن الشاب السعودي أي مهنة مثله مثل بقية شباب العالم الآخرين . فلسنا أغنى من أمريكا ولا من أوروبا .
اتركوا عنكم الكسل وخذوا العبرة من أخوانكم السعوديين ، الذين نجحوا وأبدعوا في كبرى المستشفيات والشركات والمصانع . فالعمل شرف . ولكم تحياتي

رد واحد على “السعوديون الكسالى”

  1. يقول ابو نواف:

    المقال يتحدث عن فئة معينة من الكسالى فلماذا تعنون المقال بعنوان مستفز ويرسخ مقولة الأجنبي عن السعودي انه لا يحب العمل ولا يثبت نفسه في العمل الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *