الأهم من تأهل الهلال

فضلا عن الأداء الكبير الذي قدمه فريق الهلال ضد شقيقه لخويا القطري في ربع نهائي دوري أبطال أسيا ، يحق للجماهير السعودية أن تسعد أيضا بأداء اللاعبين وقدرتهم على تعويض غياب جماهيرهم عن المدرجات في مباراة الذهاب بالرياض ، ثم بتصميمهم في مباراة العودة التي أقيمت بالدوحة قبل 3 أيام على تقديم عرض يؤكد علو كعبهم قارياً.
و ما يزيد من هذه السعادة أن الفريق الذي بات الممثل الوحيد للكرة السعودية في أهم بطولة أسيوية قدم – في المباراتين – عرضاً جماعياً تجاوز به القدرات الفردية التي يتميز بها الفريق القطري ، بل إن لاعبيه أظهروا في بعض اللقطات ابداعاً كروياً ربما لم نشاهده منهم منذ سنوات ، وذلك بالتوازي مع امتلائهم بثقة فنية أشاعت جوا من الاطمئنان بالنسبة لقدرة الفريق على الذهاب بعيداً في هذه البطولة التي بلغ مباراتها النهائية العام الماضي .
غير أن هذه الثقة تظل محفوفة بشيء من القلق مصدره الأساس هو الشكوك المتزايدة في رغبة الاتحاد الأسيوي بأن يبقى اللقب القاري الأهم في حوزة أندية الشرق التي فازت به 4 مرات خلال السنوات الخمس الماضية . يدعم هذه الشكوك الظلم الكبير الذي تعرض له الهلال نفسه في نهائي العام الماضي ، ثم القرارات المتشددة التي يتعامل بها الاتحاد مع أندية غرب القارة وبالذات السعودية . و أحسب أن هذا القلق سيبقى قائماً ، سواء صعد الهلال أو شقيقه الأهلي الإمارتي إلي المباراة النهائية.
ومع اتفاقي مع رئيس الهلال السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي اعتبر فوز فريقه العريض بمثابة انتصار على الاتحاد الأسيوي ، فإن مصلحة الزعيم – كممثل للكرة السعودية – تفرض علينا أن نذكر بأن التركيز على هذا الجانب قد يؤدي إلي أثار سلبية كأن يركن لاعبو الفريق على هذه الشماعة في مواجهاتهم المقبلة أو أن تقل ثقتهم في الوصول إلي منصة التتويج ، رغم أن عطاءهم يؤهلهم لذلك بجدارة .
الأهم من ذلك ، أن أداء الهلال المشرف أمام لخويا لا يبشر فحسب بموسم كروي سعودي ممتع تنتظره جماهير كل الأندية ، و إنما أيضا بمردود ايجابي كبير لصالح منتخبنا الوطني الذي يمر حاليا بمرحلة تجديد نتمنى أن تعود به إلي عصوره الذهبية . و تقديري أن قوة الهلال ، ومعه كل الأندية السعودية ، لابد أن تصب باتجاه تمكين” الأخضر ” من تحقيق حضور يليق باسمه وتاريخه في مختلف المنافسات ، و أهمها بالتأكيد تصفيات كأس العالم التي بدأناها بفوز شاق ومقلق على الأشقاء الفلسطينيين .
وفي تقديري أيضا أن ما قدمه الهلال في مباراتي لخويا قد وفر فرصة مثالية للمدرب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي استقرت أمور المنتخب بين يديه ، كي يعرف عمليا وفي وقت وجيز قدرات لاعبي الزعيم. و ظني كذلك أنه سيجد مثل هذه القدرات لدى كثيرين من لاعبي الأندية الأخرى، ما يمكنه في النهاية من تحقيق حلمنا جميعاً باستعادة أمجاد الكرة السعودية، بصرف النظر عن أي انتماءات رياضية أخرى .
(صحفي متابع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *