آه منكم يا القصمان

محمد البكر

معظم أصدقائي القصمان …من عنيزة ، ثم من بريدة والبكيرية . جمعتنا سنوات طويلة مليئة بالمحبة والوفاء ، وصداقة تحوّلت مع الزمن لدرجة الأخوّة . وعندما أكتب عن القصمان ، فلأنني معجب بشطارتهم ووضوحهم . ومع أن منطقة القصيم تضم مدناً وقرى كثيرة ، إلا أنني أردت الحديث عن هذه المدن الثلاث – بريده ، عنيزه ، البكيرية ” ، مع كل التقدير للمدن والقرى الأخرى في تلك المنطقة .

إذا قلتَ “القصيم” ، فأنت لا تتحدث عن منطقة فحسب … بل عن عقليات شغّالة ٢٤ ساعة . قدرة غريبة يحوّلون أي فكرة — حتى لو كانت “على الطاير” — إلى مشروع واقف على رجليه في لمح البصر . ما شاء الله تبارك الرحمن . -لا تخافون من العين والحسد ، فأنا حساوي ، والحساوية كما تعلمون عيونهم باردة – .

مجالس أهل عنيزة لا تُملّ، والبساط عندهم أحمدي… تشعر أنك منهم وفيهم . بسطاء في علاقاتهم ، أوفياء في صداقاتهم ، ويجمعون تلك الصفات مع الثقافة والعلم والابتكار . كبارهم لا ينسون صغارهم ، فالمقتدر منهم يجود على من يحتاج المساعدة من مجتمعه .

لي مع أهل عنيزة حكايات لا تُنسى . ومن الطرائف أننا في أيام الجامعة كنّا نجتمع لكسر الملل ، خاصة في نهاية الأسبوع ، فنردد بعض الفنون الشعبية … هم يتحفوننا بالسامري ، ونحن نرد عليهم ب ” فن الصوت ” . كانت لهم سامرية مشهورة تقول : لولا غلاكم ما سكنا عنيزه . ومن الطرافة أو السذاجة ، كنت أسمعها ” لولا الطماطم ما سكنا عنيزه ” .
سألت صديقي العنيزاوي عن سر الطماطم ، فضحك كما لم يضحك من قبل ، وأوضح لي الجملة الصحيحة ” لولا غلاكم ” وليس ” لولا الطماطم ” .

الليلة سيتجدد اللقاء مع ” ربعي العنيزاوية ” ، وبالتأكيد سيكون الحديث عن هذا المقال . أما المقال التالي فسيكون عن مدينة التجار ، وعن أصدقائي البريداويه . وأختم عن البكيرية مدينة القضاة والعلماء ، مسقط رأس أحد أعز الأصدقاء أ / منصور الخضيري .
ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات