سافر… ونّس روحك

يخيّل إلى بعض الناس أن السفر بلا معنى ما دامت المناظر الجميلة والراحة متاحة في أوطانهم ، فيعاتبون من يرحل إلى مدن قد يشبه بعضُها ما نعرفه . لكن السفر ليس مقارنة بين أماكن ، بل هو رحلة تبحث فيها الروح عن نبض جديد يعيد ترتيب الشعور من الداخل .

فعندما نغيّر المكان ، يتغيّر فينا شيء خفيّ ، يخفّ ثقل الأيام وتستعيد الروح ضوءاً كان غائباً. البحر نفسه يبدو مختلفاً حين نراه في مدينة أخرى ، يختلف الهواء والوجوه والإحساس العام ، فتولد مشاعر لا تشبه ما ألفناه مهما تشابهت الأمكنة .
السفر يهدينا جمال التفاصيل الصغيرة … ابتسامة عابر، رائحة مقهى ، شارع يلمع تحت المطر، أو طعم طبق لا نعرفه . تفاصيل تفتح نافذة جديدة في القلب وتعيد إليه دهشة البدايات
وأجمل ما فيه الذكريات… لحظات على شاطئ وصور عند الغروب تصبح لاحقاً حكايات ترويها الروح كلما ضاقت بها الحياة .

ومع أنه لا يمكن إغفال ما تشهده مدننا اليوم من مهرجانات عالمية وفعاليات ثقافية وفنية وترفيهية جعلتها وجهة نابضة بالحياة ، من ليالي موسم الرياض مروراً بأسواق جدة إلى موسم الخبر، وعراقة السياحة في الأحساء ، واحتفالات الجنوب ، وجمال شمال الوطن ، حيث تتعدد التجارب والخيارات وتتنوّع المتع . إلا أني لا ألوم من يسافر خارج الوطن ، فكل إنسان يستحق أن يرى العالم بعينيه ، ويمنح روحه فرصة لاكتشاف نفسها من جديد .

سافر وتمتع وونّس روحك ، بشرط ألا يكون سفرك عبر قرض ينكد عليك فور عودتك إلى أرض الوطن .. ولكم تحيياتي