رحيل لم أعلمه… ووجع لا يشبه غيره
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ببالغ الحزن علمت اليوم فقط بوفاة الكاتب الأستاذ علي الرابغي ، ذلك عبر حديث عابر كان يدور بيني وبين الصديق العزبز الأستاذ أحمد عيد .
الغالي علي الرابغي كان أول من آمن بي كمعلّق رياضي بعد اعتمادي ، وأول كاتب يخصّص عموده الصحفي ليكتب عن بداياتي في عالم التعليق بعد أول مباراة ظهرت فيها – حتي أني لا زلت احتفظ بمقاله الذي كتبه قبل أربعة عقود في صحيفة عكاظ .
لم يكن مجرد ناقد أو صحفيا عابرا ، بل كان قلباً نبيلاً يرى ما وراء الأصوات ، ويمنح الفرص لمن يستحق دون أن ينتظر مقابلاً .
سنوات طويلة انقطع فيها التواصل بيننا ، كلٌ منشغل بدروب الحياة وهمومها ، لكنني لم أنسَ مواقفه ولا دعمه الأول . وحين عزمت على البحث عنه ، اجتهدت حتى وصلت إلى هاتفه ، وتواصلت معه وكان خارج المملكة . ما زلت أتذكر نبرة الفرح في صوته ، وكأنه يستعيد زمناً جميلاً مرّ بنا معاً . لم أكن أعلم أن تلك المكالمة ستكون الأخيرة ، وأن القدر يخبئ لي خبراً موجعاً سيصل متأخراً حدَّ الصدمة .
أكتب اليوم وفي القلب غصّة.. لأن رجلاً بهذه الطيبة لم أودّعه كما يليق ، ولم أعرف برحيله إلا بعد شهرين كاملين . لكن عزائي أنه يعلم—وأنا أعلم—أن المحبة التي بدأت من كلمة كتبها ذات يوم ، بقيت في قلبي حتى اللحظة .
رحم الله أبا مروان ، وجعل ما قدّمه للناس وللكلمة وللقلوب شاهداً له لا عليه. لقد رحل عن دنيانا ، لكنه لن برحل عن ذاكرتي ووجداني ، والعزاء لأسرته الكريمة العريقه . ولكم تحياتي
