عندما يُختبر الصبر في أطهر البقاع
يؤلمنا أن نشاهد بين الحين والآخر مقاطع مصوّرة داخل الحرم المكي تُظهر بعض الزوار، وبالذات من الأشقاء المصريين ، وهم يتعمدون ارتكاب تصرفات مخالفة لتعليمات التنظيم ، ثم يُجهّزون الكاميرات لالتقاط ردة فعل رجل الأمن ، دون أن يشيروا إلى الفعل الخاطئ الذي ارتكبوه هم أساساً . وكأن الهدف ليس أداء العمرة أو التعبد ، بل إثارة الجدل والظهور على الشاشات ومواقع التواصل .
ملايين الحجاج والمعتمرين يزورون بيت الله الحرام ويؤدون مناسكهم في هدوء وسلام ، ويغادرون بأمان واطمئنان ، بفضل التنظيم الدقيق والجهود الجبارة لرجال الأمن والجهات المختصة . لكن من المؤسف أن بعض الأفراد ، وغالباً من بين إخوتنا المصريين، يصرّون على الجلوس في ممرات الحرم وأمام مخارج الطواف والسعي ، في أماكن قد تُعيق حركة المعتمرين وتشكل خطراً على الجميع ، رغم التنبيهات المتكررة .
لو افترضنا أن مجموعة جلست أمام مدخل أحد المتاحف أو المعالم السياحية ، أو حتى أمام باب ملهى ليلي ، في أي بلد ورفضت الانصياع لتعليمات رجال الأمن ، كيف سيكون التعامل معهم ؟ فكيف إذا كان ذلك في بيت الله الحرام ، أقدس بقاع الأرض ؟
لست أسعى إلى إثارة النعرات أو صب الزيت على النار، ولكن من غير المقبول أن تمر هذه التصرفات دون أن يُقال لأصحابها : “هذا خطأ “. فسكوت العقلاء من قومهم هو ما يفتح الباب لتكرار المشهد وربما تجاوزه . تصوير جزء من الحدث فقط ، ثم الادعاء بأن رجل الأمن تجاوز ، هو تزييف للواقع وتضليل للرأي العام .
رجال الأمن في الحرم ي يتم اختيارهم بعناية ، وتدريبهم يقوم على الصبر ثم الصبر، وعلى التعامل الإنساني قبل أي شيء والشواهد كثيرة . ومن الظلم أن تُختزل جهودهم في مقطع مجتزأ أو تعليق متشنج . فالحرم ليس مكاناً للتجارب الاجتماعية أو لإثبات المواقف ، بل موضع طاعة وخشوع وتعظيم لشعائر الله .
نصيحتي ، بل ونصيحة كل عاقل ، ألا تشجعوا مثل هؤلاء الغوغائيين على ارتكاب مثل تلك المخالفات في بيت الله الحرام . ومن يخالف عليه أن يتحمل وزره وما يترتب عليه من عقوبات رادعة . ولكم تحياتي
