أبو الريش .. رجل عاش بالرضا ورحل بالحب
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في أحد أحياء الخبر ، عاش ذلك الرجل البسيط .. اسمه خليفة ، يعرفه الجميع بلقبه الذي صار علامة فارقة : “أبو الريش”. لم يكن ثرياً ، ولا صاحب جاه ، لكنه كان أغنى الناس قلباً ، وأوسعهم صدراً ، وأكثرهم رضاً بما قسم الله له .
عمل ميكانيكياً للمعدات الثقيلة في بلدية الخبر ، يخرج كل صباح بوجه مبتسم رغم التعب ، يوزع النكات كما يوزع المودة ، ويُشعر من حوله أن الدنيا ما زالت بخير . التقيته أول مرة بعد تخرجي من الجامعة وتعييني في البلدية ، شعرت حينها بالظلم والتهميش الذي كان يعاني منه قبل أن ينتقل لتحلية المياه . لم أكن أتوقع أن هذا الرجل المتعب البسيط سيعلمني دروساً في الصبر والرضا تفوق ما قرأته في الكتب .
كانت حياته مليئة بالمسؤوليات ، فهو العائل الوحيد لإخوانه ، والسند لأسرته الصغيرة . يقاتل بصمت ليؤمّن لهم حياة كريمة ، لا يشتكي ، ولا يتذمر ، بل يردد دوماً ” الله ما ينسى أحد ” .
هو شقيق النجم الكروي المعروف في الستينات عنبر سلطان ، لكنه اختار طريقه بعيداً عن الكرة وأضواءها ، مؤمناً أن الكرامة في الكفاح ، لا في الشهرة . وحتى عندما فقد بصره في سنواته الأخيرة ، لم يفقد بريق روحه ، ظل يمازح الناس كأن شيئاً لم يتغير، يضحك من قلبه ، ويواسي غيره بكلمة طيبة ، كأن الله وهبه نوراً داخلياً لا ينطفئ .
قبل شهرين ، رحل “أبو الريش” بهدوء ، تاركاً في قلوب من عرفوه حنيناً لا يوصف . لم يمت فقط إنساناً بسيطاً ، بل رحل رمزاً للرضا ، للعطاء ، وللقلب الطيب الذي لم يعرف إلا الحب . رحمه الله رحمة واسعة .
وأنا أكتب عنه اليوم ، أتمنى من رجال الخير في الخبر أن يخلّدوا ذكراه ببناء مسجد يحمل اسمه ، ليبقى صوته في الدعاء كما كان صوته في الحياة : مليئاً بالبسمة واليقين . ولكم تحياتي

كان نعم الجار وفاء وخلقا وبسمة يهديها لكل الناس رحمك الله رحمة واسعه وأسأله تعالى ان ينزلك الفردوس الاعلى من الجنه كنت الجار االوفي في الخبر الجنوبيه الجهه الشماليه بيتنا كان ملاصقا لبيت خليفه واخوانه قريبا من بيت عبدالرحمن ومبارك بشير رحمهم الله جميعا قرات خبر وفاته ودعوت له بالرحمه واسال الله ان يجعل الفردوس الاعلى نزله
ما أروع هذا الرثاء!
تحية لكاتبٍ امتلك ناصية الصدق والعاطفة، فحوّل سطور الوداع إلى أنشودة وفاءٍ لإنسانٍ بسيطٍ لكنه عظيم في أثره.
كتب بقلبٍ شاهد النبل في وجوه الناس العاديين، فأنطق الحروف بصدقٍ يهزّ الوجدان.
لم يكتب عن “أبو الريش” فحسب، بل كتب عن معنى الرضا، وعن الكرامة التي لا تحتاج شهرة.
رحم الله الراحل، وبارك في القلم الذي علّمنا أن العظمة قد تسكن قلوب البسطاء
محمد البكر شكرا لذكرك الطيب لوالدي والله يسخر لك من يدعي لك ويذكرك بالخير الله يرحم الوالد والله يجزاكم خير على هذا الطرح الجميل المليء بالوفاء والذكرى الطيبه و شكرا من القلب