السياحة العلاجية في الشرقية ٢/١

محمد البكر

خلال السنتين القادمتين ستتحول المنطقة الشرقية إلى منطقة تعج بالمستشفيات الحديثة. ومن يتابع الشأن الصحي والاستثمار فيه ، يدرك أن هناك أكثر من ألف سرير جديد ستنضم للخدمة مع الأسرّة الحالية. فبالإضافة للمستشفيات القائمة ، هناك أكثر من ستة مستشفيات جديدة تتبع القطاع الخاص سيتم افتتاحها. كما أن هناك مشاريع حكومية قادمة ضمن خطة الوزارة ، ناهيك عن المستشفيات التابعة لجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل والحرس الوطني ومستشفى الملك فهد التخصصي والذي افتتح أقساما فيه للعلاج الخاص . هذا بالإضافة للدخول المتوقع للمستثمرين الأجانب بعد أن سمح لهم بالتملك الكامل في القطاع الصحي ، مما يعني احتمال دخول مستشفيات عالمية منافسة .
أمامي الآن أرقام مشجعة لأرباح إحدى الشركات السعودية المستثمرة في القطاع الصحي كبناء المستشفيات وتشغيلها والتوسع في العيادات التخصصية . فحسب موقع «أرقام» فإن هذه المجموعة حققت أرباحا قدرها 333.6 مليون ريال في العام 2017، حيث ارتفعت بنسبة 31% مقارنة بأرباح 257.2 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2016. مما يؤكد أن الاستثمار في القطاع الصحي مربح وفي نمو مستمر.

( هذا جزء من مقالٍ كتبته في بداية عام 2019 في جريدة اليوم . أي قبل ست سنوات وعدة أشهر) .

ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم ، شهدت المنطقة الشرقية افتتاح مستشفيات كبرى في مدينة الخبر مثل مستشفى الحبيب ، دله السلام ، المواساة ، وفي الأحساء مستشفى الموسى التأهيلي ، بالإضافة لما تملكه مدينة الدمام من مستشفيات بعضها تخصصية ، مع عدد من المستوصفات والمراكز الصحية الحديثة .
كل ذلك دفعني للكتابة مجدداً عن أهمية الإستفادة من هذه المنشآت الصحية ، كي تصبح المنطقة مركزاً للسياحة العلاجية .

قد يعتقد البعض أن السياحة محصورة فقط في الترفيه وزيارة المواقع السياحية والتسوق ، بينما في الحقيقة فإن السياحة العلاجية لا تقل أهمية عن السياحة الترفيهية . فكما هي سياحة الترفية تحرك العجلة الإقتصادية وتزيد من النشاط التجاري وما يتبع ذلك من فرص العمل والتنمية ، فإن سياحة العلاج تشترك معها في كل تلك العوامل ، بل ويضاف إليها ، أنها تزيد من الإهتمام بجلب الخبرات الطبية العالمية ، الأمر الذي يسهم في خدمة المجتمع وتحسين جودة الخدمات العلاجية ، وجودة الحياة .

غداً أكمل الجزء الثاني ، عن ضرورة اهتمام المهتمين في المنطقة الشرقية بالسياحة العلاجية جنباً إلى جنب مع ما تتمتع به من بنية تحتية للسياحة الترفيهية . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات