حُسن الخاتمة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الموت حق لا مفر منه ، يطرق الأبواب بلا استئذان ، ويأخذ الأحبة في لحظة لا تخطر على بال . غير أن رحيل بعض الناس يترك في النفوس أثراً خاصاً ، لأنه يحمل بين طياته بشائر وعِبَر. هكذا كان خبر وفاة العقيد عبدالله عبدالكريم المحمد ” صاحب المقولة الشهيرة ..”جازِ العسكري ولا تخصم من راتبه ، فالراتب لأسرته” ، وهو ساجد، في أعز موضع يكون فيه العبد قريباً من ربه .
حُسن الخاتمة أمنية كل مؤمن، حين يختار الله لعبده لحظة الرحيل وهو على طاعة بعيد عن غفلة أو معصية . فالسجود لحظة صفاء روحي، وأقرب ما يكون العبد فيها من ربه فما هو الحال الأفضل لتوديع هذه الدنيا من هكذا حال !!
رحل العقيد عبدالله المحمد يرحمه الله، ليذكرنا بأن الموت قد يأتي بغتة ، وأن أعمارنا مهما طالت ستنتهي في لحظة لا يعلمها إلا الله، وليعطينا درساً بليغاً ، أن من عاش على طاعة يرجى له أن يختم بها . فكم يتمنى الإنسان أن يستقيم على أمر الله، ويخلص النية في أعماله ، ويكثر من الدعاء بأن يحسن الله خاتمته.
ليس السجود وحده ما يجعلنا نطمئن لحسن خاتمته ، بل إن القلوب التي شهدت له بالخير، والألسنة التي أثنت على سيرته العطرة، هي شاهد آخر على مكانته عند الله . فالناس شهداء الله في أرضه . وما سمعته عنه من ثناء الناس ، دفعني للكتابة عنه رغم أني لم أتشرف بمعرفته.
رحم الله ذلك الإنسان الذي أثنى عليه كل من عرفه أو تعامل معه، وجعل خاتمته نوراً له في قبره ، وجعل وفاته ساجداً رسالة لنا جميعاً أن الموت حق ، وأن الله هو الذي يعلم وحده متى وكيف نودع هذه الدنيا الفانية. ولكم تحياتي
.
