اختبارات ما بعد العيد

محمد البكر

أصبحت أجندة السنة الدراسية في مدارس المملكة، التي أقرتها وفرضتها وزارة التعليم، عبئًا على أولياء الأمور، ووصفها بعضهم بأنها كابوس يؤرّقهم . فقد أدى تطبيق نظام الفصول الثلاثة في جميع المدارس إلى فقدان الاستقرار والتركيز بسبب تسارع وتيرة الدراسة، كما أثقل كاهل المعلمين والمعلمات والطلاب في آنٍ واحد.
ولا يمكن إغفال الأثر الكبير على التكاليف التشغيلية للمدارس، من كهرباء وصيانة وموارد بشرية، نتيجة استمرار الدراسة معظم شهور السنة، مقارنةً بنظام الفصلين الذي كان معمولًا به سابقًا. كما أن ضيق الوقت وتقارب فترات المراجعة والاختبارات لا يتيحان للطلاب وقتًا كافيًا للاستيعاب والمراجعة المركزة. ورغم أن غالبية أولياء الأمور عبّروا عن انزعاجهم من نظام الفصول الثلاثة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الوزارة لم تلتفت إلى شكاواهم، وكأن الأمر لا يعنيها . بعدها أعلنت الوزارة عن خطوة جديدة زادت من استياء أولياء الأمور، عندما حددت موعد الاختبارات النهائية بعد إجازة عيد الأضحى المبارك. ولا أبالغ إن قلت إن معظم أولياء الأمور لم يفهموا، ولم يستوعبوا، ولم يدركوا حتى الآن الأسباب التي دفعت الوزارة لاتخاذ هذا القرار المرهق.

يعلم الجميع أن إجازات الأعياد تُغيّر روتين النوم اليومي، خصوصًا لدى الأطفال والشباب، مما يُصعّب عودتهم المباشرة إلى أجواء الاختبارات. فبدلًا من أن تكون الإجازة وقتًا للراحة، تتحول إلى مصدر قلق للطلاب وأسرهم، ويضطر كثير منهم لإلغاء الاحتفالات أو التجمعات العائلية، خوفًا من تشتت التركيز وضياع الاستعداد للامتحانات.

لقد حاولت – كغيري – فهم أهداف الوزارة من تطبيق نظام الفصول الثلاثة، وكذلك قرارها الأخير بتأجيل الامتحانات لما بعد العيد، ولم أجد، إلا أن هذين القرارين يسيئان إلى بيئة – العملية التعليمية – برمّتها. ولعل وزارة التعليم توضّح للمجتمع – وليس لي – الأهداف المرجوّة من تلك القرارات.
ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات