اليتامى .. جرح لا تداويه الأعياد

محمد البكر

‎كلما اقترب العيد، وجدت نفسي أقرب إلى الأيتام. شعورٌ يتكرّر مع كل مناسبة فرح، لكنه لا يُنهي شيئًا من ذلك الألم الدفين الذي يسكن قلوبهم. فالأيتام، سواء كانوا في دور الرعاية، أو في كنف أسر حاضنة، أو يعيشون بين أقاربهم، لا يحتاجون فقط إلى طعام أو كسوة، بل إلى دفء شعور، واحتواء إنساني، ومشاركة صادقة في لحظة فرح قد لا تتكرّر كثيرًا.

‎فرحة العيد بالنسبة لليتيم ليست كفرحة غيره. كسوة العيد تحرّك مشاعره، والعيدية إن لم يحصل عليها تجرحه، والأجواء الاحتفالية إن لم يُتَح له المشاركة فيها تُحبِطه. حتى لو ضحك، تظلّ ضحكته منقوصة، تكسوها غصة الفقد، وظلّ الغياب.
‎بينما نحن نعيش بين أهلنا وأطفالنا، ننسى أو نتناسى أن هناك من يمرّ عليه العيد وحيدًا.

‎لا يشكّل الأيتام “رقمًا كبيرًا” في عيوننا، لكنهم في الحقيقة يشكّلون وجعًا كبيرًا في ضمائرنا إن كنّا نمتلك حسًا إنسانيًا حيًا.
‎ووراء كل يتيم، غالبًا ما تقف أرملة مثقلة بالحزن، ومطاردة بالاحتياجات، تكتوي بنار العوز والحرمان.

‎تصوروا … في محافظة حفر الباطن ، هناك أكثر من عشرة آلاف يتيم مسجلين لدى جمعية – تراؤف – إحدى أبرز الجمعيات المتخصصة في رعاية الأيتام في تلك المحافظة . وقد أذهلتني هذه الجمعية عندما تابعت مبادراتها وإنجازاتها .

‎نشاطاتها تمتد من تأمين المسكن الآمن، إلى كسوة العيد، وتنظيم الأنشطة الترفيهية، وتأهيل الأيتام للزواج، ودعمهم تعليميًا من خلال الدورات والمحاكاة لاختبارات التحصيل والقدرات . ولم يكن هذا العمل المؤسسي الكبير ليمضي دون أن يُقدَّر، فقد حصدت الجمعية العديد من الجوائز على مستوى المملكة، وكان آخرها “جائزة القصيم للتميز والإبداع”.

‎على مدى ثلاثة عشر عامًا، لم تغب الجمعية عن رعاية ومتابعة سموّ سيدي الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، الذي لم يغب دعمه المباشر ، ومتابعته الأبويّة الدائمة لهم والتي تعكس حرص القيادة على دعم الأيتام ورعايتهم وتأهيلهم .

وقد لفتتني تغريدة للجمعية على منصة X جاء فيها:
‎”ما بين التكبير والتلبية… أوقف لأيتام #تراؤف بـ 100 ريال في الصندوق الاستثماري الوقفي، وأصدر شهادتك الوقفية مباشرة.
‎فالخير مضاعف، والرحمة
‎واسعة، والعطاء موصول.”

….
‎في العيد، لا تتذكّر فقط ملابسك الجديدة أو سفرتك المفعمة بالحماس ، بل تذكّر من ينتظر لمسة حنان، أو قطعة حلوى، أو كلمة “كل عام وأنت بخير” من قلب يشعر به.فأعظم ما في الأعياد، ليس ما نلبسه أو نأكله، بل ما نمنحه من مشاعر صادقة للآخرين
‎ وكل عام وأنتم بخير

 

رد واحد على “اليتامى .. جرح لا تداويه الأعياد”

  1. يقول يوسف احمد الدليجان:

    صباح الخبر ابوأريج.. لفته كريمة أبويه منكم تحاة هذه الجمعية تشكر عليها والله يكتب أجرك. لووضعت رابط الجمعية كان سهلت على القارئ التبرع بسهولة. وجزاك الله خيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *