“التفوّق العلمي.. ليس مهمًا!”

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قد يبدو هذا العنوان صادمًا للبعض، بل مستفزًا، لكنه مقصود. فربما يثير التساؤلات، ويجذب الانتباه نحو قضية غائبة عن دائرة الاهتمام العام وهي “مكانة التفوّق العلمي في مجتمعاتنا”.
مؤخرًا، سلّطت صحيفة الشرق الأوسط الضوء على إنجازات لافتة حققها طلاب وطالبات سعوديون في مسابقة علمية دولية هي مسابقة “آيسف 2025″، والتي أُقيمت في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية بمشاركة 1700 متسابق من 70 دولة؛ حيث حصد طلابنا وطالباتنا جوائز عالمية كبرى في المجالات العلمية . ورغم أهمية الحدث ، إلا أن الغالبية العظمى من المجتمع السعودي لم يعلموا عنه شيئًا، باستثناء فئة محدودة من الطبقة النخبوية.
التهميش الإعلامي للإنجازات العلمية لا يقتصر على الإعلام المحلي فقط، بل هو ظاهرة عالمية. فحتى في دول متقدمة كالولايات المتحدة وبريطانيا، يشتكي الأكاديميون من تراجع الاهتمام بالعلم والعلماء مقابل تصاعد شهرة “المؤثرين” ومحتوى الترفيه السطحي. لكن الفرق أن تلك الدول تمتلك أنظمة تعليمية وإعلامية تعزز من قيمة العلم والعلماء، وتقدمهم كنماذج مجتمعية عبر الأفلام والتحقيقات الوثائقية.
الواقع يحتم علينا مراجعة طريقة تناول وسائل الإعلام للإنجازات العلمية، وتطوير خطاب يليق بعقول مبدعة تسعى للتغيير نحو الأفضل، كما يجب على الأسرة والمؤسسات التعليمية غرس قيمة التفوّق العلمي في نفوس الأبناء منذ طفولتهم، ليس بوصف التفوق باعتباره تميزًا فرديًا، بل مسؤولية مجتمعية.
صحيح أن الناس ينجذبون نحو الترفيه، هربًا من ضغوط الحياة، لكن استمرار هذا الانجراف دون توازن سيكلفنا خسارة عقول كان يمكن أن تسهم في نهضة الوطن. ولكم تحياتي

السؤال من الذي يتبني هذه الأفكار و المخترعات ؟ هل هناك معاهد أبحاث او شركات تحول هذه الأفكار والمخترعات الي منتج يفيد المجتمع والانسانية؟