جسر الملك فهد وظلام الليل

في الكثير من دول العالم، يعتبر تزيين الجسور الرابطة بين ضفتي نهر أو بحيرة أو بحر ، من أهم الأعمال التي تضيف للمدينة جمالاً ساحراً خاصة في المساء . ولعلني استشهد بعدد من الجسور الشهيرة التي تم تزيينها بالإضاءات المناسبة لتتحول إلى معلم يشد انتباه من يمر بجانبه أو يشاهده من بعيد . فقد اخترت ستة من أشهر الجسور التي تحولت إلى معالم لا يخلو مسلسل أو فيلم أو تحقيق سياحي منها . فالجسور وإن كانت مخصصة لعبور السيارات بين الضفتين، إلا أنها تشكل منظراً جاذباً في الفترة المسائية.

في اسطنبول التركية يوجد “جسر البوسفور”، والذي تم تزيينه بنظام إضاءة LED متغير الألوان . مما يمنحه مظهراً ساحرا . بل أصبح معلماً من معالم اسطنبول، ومشهداً حاضراً في غالبية المسلسلات التركية . وفي سان فرانسيسكو الأمريكية ، هناك جسر “قولدن قيت”، وهو أحد أشهر الجسور في العالم ، وقد تم تزيينه بأضواء برتقالية ناعمة تتناسب مع الضباب الذي يلف الموقع فترات طويلة . في نيويورك يوجد “جسر بروكلين”، والذي تم اختيار إضاءته بالأنوار البيضاء الهادئة ليعكس تفاصيله التاريخية. وفي لندن هناك “جسر البرج” المضاء بالإضاءة الملكية ذات اللونين الأبيض والأزرق . أما في السويد والدنمارك هناك “جسر أوريسند”، والذي تشكل إضاءته جذباً للسياح . وبالطبع لن ننسى “جسر ماكّاو” هونغ كونغ ، والذي يعتبر أطول جسر يربط بين ضفتين.
ونحن هنا .. لدينا جسر الملك فهد الرابط بين المملكة والبحرين والذي تديره مؤسسة مستقلة تستحصل إيرادات عالية جداً وتملك ميزانيات وأرصدة بنكية جمعتها من رسوم العبور وإيجارات المواقع والإعلانات لأكثر من ربع قرن منذ افتتاحه . ومع ذلك لا يزال الجسر بلا معالم جمالية لهذا المنجز العظيم خاصة في الليل؛ حيث يتحول إلى هيكل مظلم.

ومع تقديري للجهود الكبيرة والتطوير المستمر الذي تقوم به المؤسسة، والتي نلمسها جميعاً، ناهيك عن تكاليف الصيانة الباهظة والتشغيل الكامل للجسر والمنشآت القائمة عليه ، إلا أن ذلك لا يعتبر عائقاً لو أن مجلس إدارة المؤسسة بحث في إمكانية إضاءة هذا الجسر العظيم . فالإمكانات متوفرة، والأفكار حاضرة، والرؤية واضحة، والنتائج ستكون باهرة . “وبالطبع لا أقصد إضاءة الطريق”.

لقد تطرقت لهذا الأمر منذ سنوات ولا بأس إن أعدت طرحه مرة ثانية . ولكم تحياتي