وطنك أمانة في عنقك

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قبل أيام، كادت رحلة عائلية في جبال سويسرا أن تتحول إلى مأساة، حين علقت سيارة مواطنين سعوديين وسط الثلوج، وانتظروا لقرابة خمس ساعات دون استجابة من الجهات المحلية، لا شرطة ولا إسعاف.
وفي لحظة حرجة، لجأوا إلى سفارة المملكة، التي لم تتأخر، إذ نسّقت فورًا مع شركة إنقاذ محلية، وأرسلت فريقًا أنقذهم من مصير مجهول.
هذه الحادثة، رغم بساطتها، تختصر الكثير. فهي واحدة من عشرات القصص التي تؤكد أن سفارات المملكة العربية السعودية تمثّل الدرع الأول والحصن الآمن لكل مواطن خارج حدود الوطن.
شهادات كثيرة نسمعها من سعوديين واجهوا ظروفًا صعبة في الخارج، لكنهم وجدوا في سفارات بلادهم يد العون والدعم الفوري، سواء في حالات الطوارئ، أو المواقف القانونية، أو حتى أثناء الكوارث العالمية مثل جائحة كورونا.
تلك الجائحة التي قدّمت فيها حكومة المملكة نموذجًا استثنائيًا في رعاية مواطنيها في الخارج، حين وجّه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – باستئجار فنادق خمس نجوم في جميع الدول التي يوجد فيها سعوديون، مع توفير الإعاشة الكاملة لهم لعدة أشهر، حتى تيسّرت عودتهم. وعند عودتهم، حُجزت لهم فنادق مخصصة للحجر الصحي، في مشهد عجزت عن مضاهاته دول كبرى.
قد يسألني أحدكم: ولماذا الحديث الآن عن تلك الفترة؟
والجواب أن ما جرى وقتها ليس استثناء، بل هو انعكاس حقيقي لنهج المملكة في رعاية المواطن خارج وطنه، مهما كانت الظروف، ومهما كانت التكاليف.
لكن، بالمقابل، فإن كل هذه الجهود تستدعي منّا نحن – كمواطنين – أن نكون على قدر الثقة. أن ندرك أن كل تصرّف فردي، سواء كان فيه تجاوز لأنظمة الدول أو عدم احترام لعادات وتقاليد المجتمعات، لا يُحسب فقط على صاحبه، بل ينعكس على سمعة السعوديين ككل، ويشوّه صورة وطننا في الخارج.
نحن نحمل هذا الوطن في هويتنا وجواز سفرنا، وفي تصرّفاتنا وأخلاقنا. فكما أعطانا الوطن كل شيء، علينا أن نردّ له الجميل بالحفاظ على سمعته، وصورته المشرقة، وكرامة أهله.
إنها أمانة. وكل مواطن هو سفير لوطنه، رضي أم أبى . ولكم تحياتي
