لا تجادل السفهاء

محمد البكر

في الحياة هناك ملعب مخصص لكل فئة أو شريحة من الناس ممن يعيشون حولنا . ففي الحارة عندما كنا أطفالاً هناك أصدقاء طيبون ، وغيرهم الكثير من الأشقياء المتعِبون ممن لا حدود لديهم في القول أو الفعل . فلا يهمهم احترام الآخرين ولا يتورعون عن الإساءة لغيرهم دون خجل . فليس لديهم ما يخسرونه . فملعب الوقاحة- أعزكم الله- هو ملعبهم ، ومهما حاول العاقل مواجهتهم ، فلن يستطيع الانتصار عليهم .

ومع أن الصمت أحياناً مؤشر عند البعض على أنه من علامات الهزيمة ، إلا أن الواقع يقول أن التعالي عن أولئك الحمقى هو من أعلى درجات الحكمة والانتصار والعقل الرزين ، وهو من مبدأ أن الحقران يقطع المصران .

ما ينطبق على الحارة ينطبق أيضا على المدرسة والسوق أو أي مكان يتجمع فيه الناس . فهناك سفهاء يستفزهم نجاحك وتفوقك ، فيحاولون جرك لمستنقعهم المليء بالكلام البذيء وتشويه سمعة الآخرين . فإن جاريتهم وجادلتهم فقدت مكانتك ولوثت اسمك الذي تعبت لتبنيه .

هناك مبادئ لا يمكن المساومة عليها . ناهيك عن تضحيات حتى بمصالحك لا بد من تقديمها ما دمت بالفعل مؤمن برسالتك ومتمسك بمبادئك .

لا تنتظر الشكر من أحد ، ولا تهتم بمن يهاجمك أو يسيء إليك . فمهما كنت مثالياً في تصرفاتك ، متفانياً في أداء رسالتك ، فإن هناك من يكرهك أو يحسدك أو يحقد عليك . فهذه سنة البشر وديدنهم في كل مكان وزمان .

وللأسف الشديد فإنه في وقتنا الحالي ، انتقل ذلك ” الشذوذ الفكري ” من الحارة والمدرسة كونه ملعبهم الصغير ، إلى ملعب أوسع بكثير من ملاعب الحارة والمدرسة ، حيث وسائل التواصل الاجتماعي ، التي سمحت للجاهل أن يقف بجانب العالم والطبيب والأديب والمثقف ليجادلهم ويسيئ إليهم .
بيت القصيد … ” لا تجادل السفهاء ” . ولكم تحياتي

رد واحد على “لا تجادل السفهاء”

  1. يقول عبدالعزيز السليمان:

    ألف شكر على كل ماقدمت كنت المعلق الجميل بزمن الطيبين
    لايضيرك كلام الحاقدين هم تبع لنادي عندهم الاساءه اساسيات بحياتهم
    الله يحفظك من كل شر ويمتعك بالصحه والعافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *