المطر وما بعد المطر

محمد البكر

إذا ما استثنينا السلبيين في مجتمعنا ، يمكننا القول إن غالبية البلديات نجحت في التعامل مع هطول كميات قياسية من الأمطار على معظم مناطق المملكة . فكميات الأمطار تجاوزت بكثير الكميات التي تعودنا عليها عشرات السنين . هذا لا يعني أننا لا نتفهم أن هناك صعوبات عانى منها الكثير من المواطنين سواء في بيوتهم ، أو أثناء تواجدهم في الشوارع وقت هطول الأمطار . فالأنفاق تم إغلاقها ، والسيارات تعطلت في الطرقات ، وبعض المنازل تضررت . فهذا يحدث في مختلف دول العالم التي تمر بها الظروف الطارئة غير المتوقعة .

هذا الكلام قد لا يعجب البعض ممن يريدون شوارع خالية من المياه بعد ساعات من توقف هطول الأمطار . إلا أنه يعجب غيرهم ممن ينظرون بإيجابية وتفهم ومنطق حسب ظروف كل حالة . فنحن بلد شحيح الأمطار ، والتغيرات المناخية التي يتحدث عنها البعض ممن يعتقدون أن مسألة ذلك التغير مجرد سنة أو سنتين ، هي مجرد تكهنات سطحية . فمثل هذه التغيرات تحتاج لعقود وعقود . ناهيك عن أن شبكات تصريف السيول والأمطار مكلفة جدا . ومع ذلك تتسابق البلديات والأمانات على مشاريع تصريف الأمطار ، مستفيدة من رصد الدولة أعزها الله لميزانيات ضخمة لهذه المشاريع في مختلف مناطق المملكة .

اختلاف الآراء بين مقدر لجهود البلديات في تعاملها مع الأمطار الأخيرة ، وبين من لا يزال يلوم تلك الجهات ويتهمها بالتقاعس بعد توقف المطر ، بين هذا وذاك لدي رأي من تجربة شخصية أثناء عملي في بلدية الخبر . فقد كنت مديراً للأعمال الميدانية ، وكانت مهمة سحب المياه من الشوارع جزءا من مهام تلك الإدارة . وعندما أقارن تلك الفترة والمعاناة وعدد الأيام التي كنا نحتاجها لسحب المياه ، وبين الوضع في الفترة الحالية ، أجد أن هناك فارقا كبيرا بين ما كان يتحقق آنذاك وما يتحقق الآن . فبعد أمطار الأسبوعين الماضيين ، شاهدنا خلو معظم الشوارع والمواقع من المياه ، رغم أنها كانت أمطار غزيرة جدا . هذا يعني أن جهود البلديات من خلال مشاريع تصريف الأمطار باتت تؤتي ثمارها . وأنه في حال استمرار تلك المشاريع سنصل في السنوات المقبلة لمستوى متطور في جاهزية البنية التحتية مهما كانت غزارة الأمطار .

أخيراً، لا بد من الإشارة إلى أنه في بعض الأحياء دخلت المياه للبيوت للسنة الثانية على التوالي ، ولهذا لا بد من التعجيل بخطط ولو قصيرة المدى كي يفرح الجميع بالمطر دون الخوف مما سيعانونه أسرهم وأطفالهم . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *