حتى لا نختنق

محمد البكر

نفرح كثيراً عندما نسمع عن مشروع جديد . لا فرق إن كان للقطاع الخاص أو الحكومي . فالنتيجة واحدة وهي دعم عجلة الاقتصاد . لكن في مقابل ذلك ، هناك ثمن يدفعه أهل المدن التي تحظى بمثل تلك المشاريع ، عندما لا تراعي الجهات البلدية ، البنية التحتية للمواقع التي ستحتضن تلك المشاريع؛ فأخطاء التخطيط العمراني تتكرر حتى يومنا هذا . فلا تضع في أولوياتها انسيابية المداخل والمخارج للأحياء ، مما يسبب اختناقات متواصلة لساكني تلك المخططات . كما نراه في مخطط حي الشاطئ بالدمام؛ حيث يعاني سكانه الأمرين مع كل مناسبة، ونهاية كل أسبوع .

مدينة – الخبر- والتي سُميت ضمن أفضل 100 مدينة في العالم في مقياس جودة الحياة والعيش فيها ، تعاني حالياً من ازدحام مروري في كل المناسبات والإجازات القصيرة أو الطويلة منها . ومع ذلك فالمشاريع التجارية الكبرى فيها لا تتوقف . ومع أنها ظاهرة صحية تتمناها أي مدينة في العالم ، إلا أن قاطنيها يتخوفون من الاختناقات المحتملة ، خاصة وأن المشاريع التجارية الجديدة تتركز في منطقة الكورنيش ، التي احتوت – مؤخراً – على مخططات سكنية متعددة وكبيرة . هذا في شرق المدينة المطل على البحر . أما في غربها فمن المتوقع أن تشهد اختناقات مرورية خلال السنوات الثلاث القادمة . فهناك مشروع ضخم هو ” أفنيوز الخبر ” ، والذي سيصبح أكبر المجمعات التجارية في المنطقة؛ حيث سيشمل بالإضافة لمنطقة التسوق الضخمة ، عددا من الفنادق العالمية . وفي منطقة قريبة جدا من هذا المجمع يقع الإستاد الرياضي الجديد ، وكلنا يعلم ما يعنيه وجوده ، وما يتطلبه من بنية تحتية كطرق وخدمات.

هذان المشروعان سيشكلان ضغطأً كبيراً على إشارتين هامتين تعانيان حالياً من ازدحامات على مدار الساعة . وهما إشارة طريق الملك فهد الرابط بين الخبر والدمام ، مع طريق الملك سعود “القشلة سابقا” . أما الإشارة الثانية فهي إشارة الدوحة الشهيرة باختناقاتها المزعجة ، والتي تربط الاستاد الجديد مع الأفنيوز ، وكذلك تربط بين الخبر والظهران . العمل في هذين المشروعين سينتهي خلال سنتين أو ثلاث على أبعد تقدير . ومع ذلك لم نسمع عن أي مشاريع مقترحة لمعالجة هذه المشكلة ، خاصة وأنها مشاريع طرق ضخمة تحتاج إلى دراسات وإعادة تخطيط وطرق بديلة واعتمادات مالية ، ناهيكم عن سنوات للتنفيذ . نحن نأمل خيراً في هيئة تطوير المنطقة الشرقية ، والتي ربما سبقتنا في التفكير في ذلك بعيداً عن الإعلام . ولكم تحياتي

رد واحد على “حتى لا نختنق”

  1. يقول عمر الحسين:

    أحسنت يا بو أريج هذا الموضوع تحدثنا عنه كثيرًا وجاء في الوقت المناسب نتمنى من القائمين على هذه المشاريع اعادة النظر في ذلك وبدء مرحلة جديدة من الآن لكي لا يكون هناك زحام واختناقات مرورية في هذه المنطقه الحساسة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *