خربشة ومغزى

” الأَلماس” .. سيد الأحجار الكريمة

أحمد بن عبدالله الحسين

أَلْماس هو سيد الأحجار الكريمة
على الإطلاق، ويمتد استخدامه إلى الآف السنين الماضية. اسمه بالانجليزية “دياموند” من الكلمة اليونانية “داماس” ومعناها الصلب الصلد. أصل كلمة ألماس باللغة العربية لم تأت من الصفة أو النعت الصلب الصلد إنما جاءت اقتباساً وتحريفاً من الكلمة اليونانية كاسم، كما جاء في لسان العرب لابن منظور وكذلك ابن الأثير والكثير من معاجم اللغة العربية.

ونذكر منها ما جاء في لسان العرب
عن الألماس فقال؛ “إنها معرب أذماس اليونانية وقد حرفوها عند التعريب بقلب الذال إلى لام لتقارب صورتها ومخارجها وتناغمها عند اللفظ وعند الكلام, ويقال أيضاً إن قبائل العرب البدو الرحل البدائية في أفريقيا وديار العرب قد استعملوا كلمة أذماس أو الألماس، وكانت تُلفظ الألماظ أو الألماذ، ومفردها ألماظة بحسب اللهجة الدراجة في تلك المناطق”.

الألماس هو من المجوهرات التي تزيد المرأة جمالاً وجاذبية وتتسم هذه المجوهرات بالرقة والانسيابية التي تضفي للمرأة دلالاً لا يقاوم، وخصوصاً إذا كان فيها المنحنيات الأكثر انسيابية
وعندما تقترن هذه الانحناءات بالألماس الأبيض فإن سحرها يزداد تأثيره بصورة كبيرة.

يوجد الألماس في الطبيعة على هيئة بلورات تتبع فصيلة المكعب ذات ثمانية أوجه أو اثنى عشر وتمتاز بما عليها من حفر مثلثه الشكل وجروف بلورته غالباً ما تكون مقوسة والبلورة منها قد تكون مشوهه أو مفتولة. وتتشقق البلورة في قشور موازية لأوجهها ولهذه الخاصية قيمتها عند من يقومون بقطع الماس في صناعة الحلي.

ألماس أصلد المواد الطبيعية جميعا 
رغم انه مكون من عنصر واحد وهو الكربون النقي كالجرانيت أو السناج العادي، وصلادته الفائقة تمكنه من خدش جميع المعادن بسهولة لذلك وضع على راس قائمة موهر للصلادة.
ويستعان بالألماس في قطع وصقل الألماس والأحجار الكريمة الأخرى، وبه يقطع الزجاج ويستعمل في الآلات الخاصة بحفر الصخور.

ألماس شفاف غالباً
تنفذ فيه أشعة الضوء، بعضها ينعكس وبعضها ينكسر فيتلالأ في وضح النهار. كما انه يشتت الضوء الأبيض ويحلله إلى ألوان الطيف، ومن ثم يكون وهجه الذي يجعله من أحب الأحجار الكريمة. ويظل الماس شفافا إذا ما تعرض للأشعة السينية التي تخترقه بخلاف الماس المقلد الذي يظهر معتما في هذه الأشعة.

لذلك من اليسير التفرقة بين الماسات الحرة والمقلدة باستخدام الأشعة السينية. وأنقى أنواع ألماس لا لون لها، وتوجد منه أنواع ملونه اشهرها الأصفر والأحمر والأزرق والأخضر والأسود وما يميل إلى البني والبرتقالي والرمادي.

ويقدر ألماس بوزن القيراط كالأحجار الكريمة الأخرى وتزيد قيمة الماس مع زيادة حجمه ووزنه وخلوه من الشوائب والعيوب. وتبلغ بعض بلوراته حجما كبيرا حتى أصبحت ذات شهرة تاريخية وتتداولها أيدي الملوك والحكومات وكبار الأثرياء.

هذا المعدن النادر تكوّن في صخور على أعماق سحيقة في باطن الأرض تعاني درجات عالية من الضغط. وتتفجر هذه الصخور إلى السطح خلال شقوق القشرة الأرضية وتأخذ أشكالا اسطوانية تعرف بالأنابيب وتسمى بالكمبرليت. ويعد الالماس في بعض المناطق من هذه الأنابيب الصخرية ويعثر عليه في مناطق أخرى مختلطا بالرمال والحصى في الرواسب الطميية الموجودة في بطون الوديان، ودالات الانهار وشواطئها والتي تكونت من تعرية وتفتت تلك الصخور. يُنتج ما يقارب 78% من ألماس المكتشف في العالم من أفريقيا. وحوالي 21% من الاتحاد السوفييتي، والباقي وقدرة 1% يأتي من أمريكا الجنوبية معظمة من البرازيل وفنزويلا.

اُستخرج كل ما عرف من ألماس في الأزمنة القديمة من المناجم الهندية الغنية حيث وجدت الماسات الكبرى التاريخية، وتقع هذه المناجم في جنوب الهند بالقرب من نهر كستنا، واستمرت الهند تمد العالم بمعظم الماس إلى أن تم اكتشافه في البرازيل سنة 1725م.

ظلت البرازيل تتمتع بالانفراد الكامل 
في إنتاج ألماس للعالم على مدى 150 سنه إلى أن اكتشف في جنوب أفريقيا سنه 1860م من على شواطئ نهر الاورانج، وبذلك بدأت السوق البرازيلية
في الانحدار، ثم توالت اكتشافات الماس في عديد من الدول الأفريقية الأخرى فاكتشف بين رواسب الطميية ورواسب الحصى في روديسيا وساحل العاج وغينيا وزائير وسيراليون وأفريقيا الوسطى وغيرها، كما اكتشف في تنزانيا في الأنابيب الصخرية المعروفة بالكمبرليت، وتنتج انجولا كميات هائلة من ألماس الدقيق الحجم ولكن تعوق إنتاجها المشاكل السياسية، ومعظم إنتاج الكنغو وغانا صالح للأغراض الصناعية، والقليل منه له صفات الحجر الكريم. ويعتبر ماس سيراليون من أجود ماس العالم فالكثرة منه ذات حجم كبير وعلى درجة فائقة من صفات الحجر الكريم.

 خصائص وصفات ألماس المميزة
هي أربعة؛ (اللون، الوزن، الوضوح، القطع)، وهي بغايـة الاهمية وعليها يُقدر ثَمنْه وقيمتة الجمالية. هنالك الألماس الذي يدعى ألماس النزاعات أو ألماس الحروب، وهو الألماس المستخرج من مناطق نزاعات وحروب عرقية أو أقليمية بين الدول حول مناطق خامات الألماس. ويباع هذا الألماس عادةً بطريقة سريه، وتستخدم الأموال الناتجة عنه لشراء اسلحه أو تجارة مخدرات أو تخدم مصالح جيوش مستعمره أو تساعد على اجتياح دولة لأخرى وانتهاكات حقوق الإنسان.وتحرم الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية شراء ذلك الماس بهدف قطع الإمدادات والتدفقات النقدية  للجماعات المسلحة وطرفي النزاع.

ولنا أن نختم بالقول:
إن للنساء ولع بالألماس والعنق هو المكان الذي يزدّان ويتلالأ فيه، بل زينة الرقبه لها جاذبيه في جسد اي اِمرأَة،
اعطاها الله من الجمال ما لم يمنحه لغيرها من شبيهاتها من النساء. ولنا في تشبيب وتغزل عنترة العبسي مندوحة قول؛
ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها
فيغشاه ليل من دجى شعرها الجعد
وبين ثناياها إذا مـا تبسمت
مدير مدام يمزج الراح بالشهد
شكا نحرها من عقدها متظلما
فوا حربا من ذلك النحر والعقد
فهل تسمح الأيام يا ابنة مالك
بوصل يداوي القلب من ألم الصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *