الرأي , رياضة

الهلال والنصر .. ولعبة التبعية !

حمد الدبيخي

كاتب ومحلل رياضي ، ولاعب كرة قدم سابق في نادي الإتفاق

نجح اثنان من الكبار (الهلال والنصر) في فرض سيطرتهما على كل الأحداث وتبادلا لعبة (الطقطقة) كل على الآخر بغض النظر عن ما هو مقبول وما هو مذموم ، الأهم أن يسيطرا على الساحة والأحداث .
هذا النجاح كسيطرة تنافسية في ظل اشتعال الصراعات والمشاكل لكبار آخرين (الأهلي والاتحاد) وانشغالهما بما هو خارج الملعب عن ما هو داخل الملعب ودخولهما في نفق الصراعات الداخلية قلل من جدية تنافسيتهما وفاعليتهما .

الواقع الآن أن الهلال والنصر في حالة منافسة على الألقاب ، والآخرون خلفهما ، وإن اختلفت مراكزهم ، فالأهم هو أن طموحاتهم تكون في المركز الثالث وما دون .

قد يفوز أحد أو بعض الآخرين على الإثنين (الهلال والنصر) لكن الفوز لا يعني دخولهم المنافسة ، بل إن الفوز يعد منجزا في نظرهم ، وهناك فرق بين الفوز كمنجز والمنافسة كإنجاز فالهلال والنصر لا ينتظران منجزا بل إنجاز ، وهذا هو طموح الكبار .

أعتقد أن (الأهلي والاتحاد) لن يقبلا بهذا الواقع وسيحاولان تغييره ، ولكنني أعتقد أيضا أن نسبة النجاح في تغييره مرتبطة بمتغيرات كثيرة أهمها خروجهما من النفق الذي أدخلا نفسيهما فيه وهذا صعب جدا ، أما (الاتفاق والشباب) فالأول هدفه البقاء فقط والثاني هدفه تحقيق منجز ولا يمتلك مقومات تحقيق الإنجاز، بل إن السنوات الأخيرة أثبتت أن (التعاون والفيصلي) قدما وأبدعا أكثر من الاتفاق والشباب مع فارق التاريخ والإنجازات .

إن قرار اتحاد الكرة بعودة الدوري يرتبط بما يتفق عليه الهلال والنصر ومادام الاثنان من رابع المستحيلات أن يتفقا فإن العودة لاستكمال الدوري رفعت الحرج عن اتحاد الكرة وأبعدت عنه اتهامات كان معرضا لها إذا لم يتم استكمال الدوري .
قد لا يقبل البعض بما أطرحه ولكن تخيلوا دوري بدون هلال ونصر.. كيف سيكون ؟.. شبه ميت !

أعتقد أن السنوات القادمة ستشهد تشكيل قوتين إحداهما هلالية وما يتبعها وأخرى نصراوية وما يتبعها ، وربما نشاهد هذا التشكل من خلال تبعية واضحة فمن كان يتوقع أن أندية مثل الأهلي والاتحاد بتاريخهما وقيمتهما تكون تابعة ، فالأول سيكون تابعا للنصر والثاني للهلال.

هذه “التبعية” من قبل الأندية للهلال والنصر بعضها سيكون وفق مصالح أنديتهم ، وهذا حق مشروع فالكل يسعى لتحقيق مصالح ناديه ، وبعضها وفق انتماءاتهم فليس كل رئيس نادٍ منتمٍ لناديه فقط كما هو الحال مع اللاعبين ، فالبعض يلعب في نادٍ وهو يشجع الهلال أو النصر أو أي نادٍ آخر .

شخصياً لا أتمنى هذا الواقع بل أتمنى أن تتسع الساحة التنافسية لأكبر عدد من الأندية ، ففي ذلك زيادة للقوة والإثارة والمتعة للمباريات ورفع نسبة الحضور والمشاهدة والمتابعة الإعلامية بمختلف أدواتها ، ومردود ذلك على المنتخب بصفة عامة وعلى الأندية المشاركة خارجيا بصفة خاصة على اعتبار أنها لعبت عددا كبيرا من المباريات القوية مما أتاح لها جاهزية قوية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *